الأخبار المحلية
أخر الأخبار

حرب البسوس تعود في شبوة.. مقتل ناقة يتسبب بمقتل جندي وإصابة اثنين والتوتر قائم

في مشهد يعيد إلى الذاكرة واحدة من أكثر الحروب شهرة في تاريخ العرب — حرب البسوس التي اشتعلت بسبب ناقة — شهدت مديرية مرخة بمحافظة شبوة، شرقي اليمن، حادثًا دمويًا راح ضحيته جندي يمني وأُصيب اثنان آخران، إثر كمين مسلح نفذه أفراد من قبيلة آل حليس، على خلفية نزاع عشائري حول ناقة قُتلت في ظروف غامضة.

وفق مصادر محلية، بدأ النزاع حين اتُهم جنود من محور سبأ بالتسبب في مقتل ناقة تعود لأحد أفراد قبيلة آل حليس. ومع تصاعد الخلاف حول التعويض، تحوّل التوتر إلى مواجهة مسلحة، أُطلقت فيها النيران على دورية عسكرية، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

“الناقة كانت تساوي 15 مليون ريال يمني.. لكن الدم الذي سُفِك لا يُقاس بثمن”، هكذا عبّر أحد وجهاء القبيلة، في تصريح يعكس حجم الغضب القبلي الذي تجاوز منطق الدولة والقانون.

شبوة، المحافظة الغنية بالنفط، تعيش حالة من التوازن الهش بين السلطة المحلية، القوات العسكرية، والقبائل النافذة. ومع غياب مؤسسات الدولة الفاعلة، تتحول القبيلة من وسيط لحل النزاعات إلى طرفٍ في تأجيجها، خاصة حين تغيب الثقة في القضاء الرسمي.

تقارير غير رسمية تشير إلى أن أكثر من 40% من الحوادث المسلحة في شبوة هذا العام كانت نتيجة خلافات قبلية، غالبًا على أراضٍ أو مواشٍ، ما يكشف هشاشة الوضع الأمني.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا حول الحادث، وسط أنباء عن تشكيل لجنة تحقيق مشتركة. لكن الصمت الرسمي يُفسَّر على أنه محاولة لتفادي التصعيد مع القبائل، التي تملك من النفوذ ما يجعلها قادرة على قلب موازين الأمن في المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى