الأخبار
أخر الأخبار

حزب العمال الكردستاني يعلن انسحابه الكامل من تركيا

أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، اليوم الأحد، سحب جميع قواته المقاتلة من الأراضي التركية إلى مناطق تقع في شمال العراق، وتحديداً في جبال قنديل، وذلك في إطار ما وصفه بعملية لإلقاء السلاح والانتقال نحو العمل السياسي السلمي.

وتعد هذه الخطوة، التي جاءت بعد إعلانات سابقة للحزب بحل هيكله العسكري ووقف الأنشطة المسلحة، تطوراً بالغ الأهمية في الصراع الدامي والمستمر منذ عقود بين الحزب والدولة التركية.

وأشار بيان صادر عن الحزب، نشرته وكالة “فرات” للأنباء المقربة منه، إلى أن قرار سحب القوات جاء بهدف تجنب الصدامات العسكرية وتهيئة “مناخ مناسب لعملية السلام”، وإزالة الأرضية لاحتمال وقوع “أحداث غير مرغوب فيها”.

كما أكد الحزب على أن هذه الخطوة تمثل المرحلة الثانية من عملية السلام بعد نزع السلاح، مشدداً على أن المرحلة القادمة يجب أن تكون سياسية لا عسكرية، ومؤكداً استعداده لطي صفحة النزاع المسلح بشكل كامل إذا تجاوبت الحكومة التركية مع مبادرات السلام. ودعا الحزب أنقرة إلى المضي قدماً في اتخاذ “إجراءات ملموسة” و”خطوات قانونية لازمة” لتمكين الحزب من دخول الساحة السياسية وحماية عملية السلام.

من جانبها، رحبت تركيا بإعلان حزب العمال الكردستاني، حيث أشاد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جيليك، بالخطوة. ووصف جيليك في منشور على منصة “إكس” قرار الانسحاب بأنه “نتيجة ملموسة لهدف الحكومة المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب”، مشيراً إلى أن الإعلان عن خطوات جديدة نحو نزع السلاح سيُسهم في تشكيل الإطار الإيجابي الذي ستُنشئه لجنة برلمانية للجانب القانوني من العملية.

ويأمل الأكراد في تركيا أن يمهد تخلي الحزب عن الكفاح المسلح، الذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن 40 ألف شخص منذ عام 1984، لتسوية سياسية شاملة تتيح انفتاحاً جديداً تجاه الأقلية الكردية التي تشكل نحو 20% من سكان البلاد.

يأتي إعلان الانسحاب بعد أشهر من قرار الحزب في مايو الماضي بحلّ هيكله التنظيمي وإلقاء سلاحه، استجابة لدعوة أطلقها زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999 في جزيرة إمرالي.

ويُذكر أن مفاوضات سلام سابقة بين أنقرة والحزب، أبرزها بين عامي 2013 و2015، قد انهارت مع استئناف القتال، مما يجعل هذه الخطوة الجديدة محل ترقب دولي وإقليمي حول مدى جدية الأطراف في الانتقال إلى حل سياسي دائم للنزاع التاريخي.

زر الذهاب إلى الأعلى