نعى حزب الله، اليوم الأربعاء، القيادي إبراهيم محمد قبيسي (الحاج أبو موسى)، الذي استشهد في غارة الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال حزب الله إنّ “قبيسي هو من بلدة زبدين في جنوب لبنان، من مواليد 1962، ارتقى شهيداً على طريق القدس”، وهي العبارة التي يستخدمها منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عند نعي عناصره وقيادييه الذين يسقطون بالقصف الإسرائيلي.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله نبذة عن الشهيد قبيسي ذكر فيها أنه “انتسب إلى صفوف المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها عام 1982، تدرّج في المسؤوليات التنظيميّة داخل هيكليّات المقاومة الإسلاميّة وخضع للعديد من الدورات القياديّة العليا”. وأشرف قبيسي “على خطّط العديد من عمليّات المقاومة الإسلاميّة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في محور الإقليم الذي تولّى مسؤوليّته بين عامي 1998 و2000، وتولّى وحدة بدر العسكرية (شمالي نهر الليطاني)، بين عامي 2001 و2018، كما قاد عدداً من التشكيلات الصاروخية في المقاومة”.
واستهدفت إسرائيل، أمس الثلاثاء، مدينة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ضاربة للمرة الخامسة منذ الحرب معقل حزب الله، ما أدّى إلى استشهاد ستة أشخاص وجرح عشرة آخرين. وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن المستهدف بعملية الضاحية هو “رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله إبراهيم محمد قبيسي، عبر هجوم نفذ بطائرات إف – 35”.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، أول من أمس الاثنين، بيد أنه فشل في محاولة اغتيال القيادي العسكري في حزب الله علي كركي. وتكثف إسرائيل في الأيام الماضية عمليات اغتيال قادة من حزب الله خصوصاً المنتمين إلى “قوة الرضوان”، التي تعد من قوات النخبة في المقاومة، والتي تسعى إلى إبعادها عن حدودها الشمالية باعتبار ذلك شرطاً أساسيّاً في مسار الحل الدبلوماسي لوقف إطلاق النار، وكان أبرزهم القياديان إبراهيم محمد عقيل وأحمد محمود وهبي، اللذان استشهدا يوم الجمعة الماضي بقصفٍ طاول مكان وجودهما في الضاحية الجنوبية.
وتُعد فرقة الرضوان من الفرق العسكرية في المقاومة الإسلامية، وهي من قوات النخبة، وجاء اسمها تيمّناً بالقائد الكبير عماد مغنية (اغتيل في سورية إثر غارة إسرائيلية طاولت موكبه عام 2015)، ويعتبرها حزب الله إحدى الأيدي الضاربة في أي حرب مقبلة “لإرسال الاحتلال إلى جهنّهم”، والتي تبث، وفق تعبير أوساطه، الرعب في نفوس جيش الاحتلال والمستوطنين.
ومن أبرز القادة الذين استشهدوا بالقصف الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول محمد نعمة ناصر، باستهداف سيارته في منطقة صور في 3 يوليو/تموز الماضي، وطالب عبد الله بضربة على منزل كان بداخله في بلدة جويا في 11 يونيو/حزيران الماضي، ووسام الطويل باستهداف سيارته في بلدة خربة سلم، جنوبي البلاد، وفؤاد شكر باستهداف مبنى كان موجوداً فيه في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو الماضي.
وتتصاعد وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ارتكاب الأخير مجزرتي أجهزة الاتصالات وعدوانه على الضاحية وشنّه، يوم الاثنين، غارات اعتبرت الأكثر دموية منذ الحرب، طاولت البقاع، وبعلبك والهرمل، والجنوب، والضاحية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 600 شخص، بينهم مدنيون وأطفال ومسعفون، وهو رقم يتجاوز إجمالي عدد الشهداء خلال ما يقارب السنة، إلى جانب نزوح الآلاف إلى المناطق الآمنة في بيروت وجبل لبنان والشمال.
وبعدما وصلت صواريخ حزب الله، التي أطلق عليها اسم “فادي” ودخلت حديثاً ميدان المعركة، إلى شمالي حيفا، أعلنت المقاومة، اليوم الأربعاء، إطلاقها صاروخاً باليستياً من نوع قادر 1 مستهدفة مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب، وهو بحسب قولها، المقرّ المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي.