المليشيات تجمع المليارات للمولد وأهالي الحديدة يكتوون بنيران الاهمال”

خاص
يعيش سكان محافظة الحديدة موجة من الحر الشديد والجاف ودرجة حرارة حارقه، وما زاد المعاناة الانسانية هو الانقطاع المتكرر للكهرباء وتوقف المكيفات ما جعل محافظة الحديدة تصبح اشبه بالجحيم لساكنيها، ويقول السكان بأن الكهرباء منقطعة منذ يوم أمس بسبب ما قيل انه ” خلل فني ” في ظل تجاهل تام من قبل سلطات الانقلاب الحوثي.
وكمحاولة لتخدير السكان، نشر مدير وكالة سبأ المختطفة، القيادي الحوثي ” نصر عامر” الاحد الماضي، على صفحته في توتير بان “اخبارا سارة لأهل الحديدة قريبا”، ولم يمض على منشوره بضع ساعات حتى انقطعت الكهرباء كليا عن مدينة الحديدة لمدة ٢٤ ساعة كاملة، ما اثار موجة سخرية واسعة من منشور القيادي “عامر” ، وقال احد سكان الحديدة ويدعى ” علي ” ان البشارة التي اطلقها نصر الدين عامر كانت “كلمة السر ” لبدء انقطاع الكهرباء، وشبه بشارته ببشارة سيده عبدالملك في ٢٠١٤ بأسقاط الجرعة، فسقط البلاد كلها وبقيت الجرعة وتضاعفت اضعاف ما كانت عليه”.
وقال مواطن تهامي اخر يدعى “سالم” انه منذ دخلت ميليشيات الحوثي الى المحافظة لم تعرف الحديدة خيرا قط، لأنه “لأخير في وجه الغراب”، كماقال.
وعلق اخر بالقول: ” منذ احتلال كهنة الكهوف للحديدة والمواطنين يحترقون بالحر وخيرات الحديدة تذهب للحوثي واعوانه من شياطين الإنس ” .
من جهتها قالت مصادر مطلعة” للموقع الوعل اليمني ” بان ميلشيا الحوثي تفرض على السفن التجارية التي تدخل ميناء الحديدة ضرائب مالية لصالح “صندوق تنمية الحديدة”، اضافة الى خمسة ريالات على كل لتر بنزين يدخل الميناء، وتقدر المصادر كمية البنزين التي تدخل ميناء الحديدة في الشهر الواحد بحوالي” ٢٠٠٠٠٠ طن ” ما يعادل ٢٨٠ مليون لتر، وبذلك يكون المبلغ مليار وأربعمائة مليون ريال في الشهر الواحد، الى جانب الملايين التي تنهبها الميليشيا من التجار والمواطنين في مناطق سيطرتها باسم نفس الصندوق “تنمية الحديدة”، وقالت المصادر بان القيادي المسؤول عن جمع هذه المبالغ هو المدعو “نصر الشاهري” احد المقربين من اسرة الحوثي، لافتة إلى ان تلك المبالغ الطائلة تختفي بمجرد وصولها الى حساب الشاهري، في حين قدرت مصادر محلية من داخل المحافظة بان تكلفة مشروع تزويد الحديدة بالكهرباء عبر الطاقة الشمسية لن يتعدى العشرة مليارات ريال في أقصى الحالات، وهو اقل من نصف المبلغ الذي يحتويه صندوق الحديدة حالياً.
في ذات السياق، قال المحلل الاقتصادي “هائل غنام” في تصريح للوعل اليمني” بان جماعة الحوثي تمتلك موارد مالية تستطيع من خلالها إخراج اليمن من ازماتها الاقتصادية التي تسببت بها منذ انقلابها المشؤوم في سبتمبر ٢٠١٤، مشيرا إلى أن عبد الملك الحوثي يستطيع انقاذ الحديدة من الجحيم الذي تعيشه بكل سهولة، في حال قرر تخصيص مليارات احتفالات “المولد النبوي” العبثية، والتي تقدر بسبعة ملايين دولار، لكن هذا للأسف لن يحدث فالاستعراضات الطائفية بالنسبة للحوثيين اهم من ارواح الناس”.
واضاف غنام أن “باقي المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين لا يعيشون ظروفا أفضل من سكان الحديدة فالكل في مناطق الميليشيات في “جحيم وظلام”، حسب تعبيره، وذلك بسبب انقطاع الرواتب وغلاء الاسعار وتدهور المستوى المعيشي لعموم المواطنين وبداية اختفاء الطبقة الوسطى نتيجة الجمود الاقتصادي، كل هذا والحوثيين مشغولين بفرض الضرائب للمولد النبوي وصبغ صنعاء باللون الاخضر غير مبالين بالتكاليف الباهظة التي يمكن ان تحسن وضع الناس لو صرفت في المكان المناسب بدل الاستعراضات الجوفاء التي لا تقدم ولا تؤخر”. وبالحديث عن الضرائب، افاد تجار واصحاب محلات في العاصمة صنعاء بان جماعة الحوثي بالغت هذا العام في جمع الجبايات تحت اسم ” دعم المولد النبوي” وقال صاحب محل لبيع الشاي والقهوة وسط العاصمة بان جماعة الحوثي سلمته من منتصف اغسطس الماضي “٢٥ مظروفا” لدعم المولد موزعة ما بين المجلس المحلي ووزارة الصناعة وامانة العاصمة وهيئة الزكاة ومصلحة الضرائب بإجمالي بلغ ٦٥ الف ريال، ومثل هذا بقية المحلات في امانة العاصمة وتختلف المبالغ المفروضة حسب حجم المحل ونوع البضاعة، وفيما يخص كبار المكلفين افادت صحيفة “الشرق الأوسط” بان جماعة الحوثي استلمت من احدى شركات مجموعة “هائل سعيد انعم” مبلغ مليار ريال كدعم للمولد، فيما اكد احد التجار بان الجماعة فرضت عليهم مبالغ خيالية هذا العام تصل الى العشرة ملايين ريال على كل تاجر، في وقت تعاني فيه مستشفيات الحديدة من كثرة المصابين بسبب الحر الشديد ومعظمهم من الاطفال، ومن سلم من الحر والقيظ في الحديدة لم يسلم من الجوع والمرض في صنعاء
