الأخبار
أخر الأخبار

حماس بذكرى انطلاقتها الـ 38: نرفض الوصاية ونتمسك بالمقاومة

غزة – الوعل اليمني

تمر اليوم الذكرى الثامنة والثلاثون لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي اعتبرت معركة “طوفان الأقصى” محطة فارقة في مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، وبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرض فلسطين. وجاءت هذه الذكرى بعد عامين من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، الذي واجهه الفلسطينيون بإرادة صلبة وصمود استثنائي وملحمة بطولية قل نظيرها في التاريخ الحديث.

ذكرى نضالية

تأسست حركة حماس عام 1987 على يد مجموعة من المؤسسين البارزين، أبرزهم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، لتكون حركة وطنية مقاومة تهدف إلى تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ومنذ انطلاقتها، لعبت الحركة دورًا محوريًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مع تبني خيار المقاومة كخيار مشروع للشعب الفلسطيني، والتركيز على دعم صمود المواطنين في الأراضي المحتلة ومخيمات اللجوء. وأكدت الحركة أن انطلاقتها شكّلت إضافة نوعية لمسار الكفاح الوطني الفلسطيني، وأثبتت أن الاحتلال فشل رغم آلة الحرب الهمجية والدعم الأميركي اللامحدود، مكتفياً باستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية.

طوفان الأقصى

وأوضحت الحركة في بيان لها نشرته اليوم بمناسبة انطلاقتها،  أن معركة “طوفان الأقصى” كانت محطة مفصلية أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وكشفت الوجه الإجرامي للاحتلال أمام الرأي العام العالمي. كما أسقطت المعركة وهم التفوق الإسرائيلي، وأثبتت أن خيار المقاومة السبيل لتحقيق الانتصار والدفاع عن الأرض.

ورغم الالتزام الكامل من قبل حماس بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يوميًا عبر الاعتداءات المستمرة وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية. وطالبت الحركة الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على الاحتلال لإلزام حكومته بتنفيذ كامل استحقاقات الاتفاق دون انتقائية أو تسويف.

رفض الوصاية

وشددت الحركة في بيانها، على رفضها القاطع لكل أشكال الوصاية أو الانتداب على قطاع غزة أو أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر من يحكمه، ويمتلك الحق المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه.

وأكدت حماس تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، محذرة من أن أي حلول أو ترتيبات سياسية لا تنطلق من هذا الحق مصيرها الفشل.

ودعت الحركة الإدارة الأميركية إلى الوفاء بتعهداتها والالتزام بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، وإجبار الاحتلال على احترام الاتفاق، مع فتح المعابر، خصوصًا معبر رفح، وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

كما دعت حماس الأمة العربية والإسلامية، قادة وشعوبًا، إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر، وتنفيذ خطط الإغاثة والإيواء والإعمار لضمان حياة طبيعية لملايين الفلسطينيين في غزة.

القدس والأقصى

وشددت الحركة على أن مدينة القدس والمسجد الأقصى سيظلان عنوان الصراع مع الاحتلال، مؤكدة أن مخططات التهويد والاستيطان لن تفلح في طمس معالمهما، وستظل القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، والمسجد الأقصى إسلاميًا خالصًا.

وأكدت حماس أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال تبقى أولوية وطنية، مستهجنة الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الجسيمة، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه وإنهاء سياسات الانتقام داخل السجون.

وشدد البيان على أن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق المقاومة بجميع أشكالها، هي حقوق مشروعة كفلها القانون الدولي والأعراف الإنسانية، ولا يمكن التنازل عنها.

واعتبرت حماس أن تحقيق الوحدة الوطنية وبناء توافق فلسطيني شامل هو السبيل لمواجهة مخططات الاحتلال، داعية إلى تعزيز الشراكة والتنسيق بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية.

ملاحقة الاحتلال

وأكدت الحركة أن جرائم الاحتلال خلال الحرب والعدوان هي جرائم موصوفة لن تسقط بالتقادم، مطالبة محاكم العدالة الدولية بمواصلة ملاحقة قادته، وعزله سياسيًا ومنع إفلاته من العقاب.

وثمّنت حماس جهود قوى المقاومة وأحرار العالم، مشيدة بالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعت إلى تصعيد هذا الحراك للضغط على الاحتلال وفضح جرائمه.

وفي ختام بيانها، أكدت الحركة أنها ستبقى ثابتة على مبادئها، وفية لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى، وماضية في الدفاع عن تطلعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات حتى التحرير والعودة.

زر الذهاب إلى الأعلى