“حماس” تسلم جثمان جندي إسرائيلي كان محتجزًا لديها منذ 2014

عادت قضية الضابط الإسرائيلي هدار غولدن إلى واجهة الأحداث الإقليمية، اليوم الأحد، بعد إعلان إسرائيل عن استلام جثمانه، الذي كان محتجزاً لدى حركة حماس في قطاع غزة منذ عام 2014.

تأتي هذه الخطوة في سياق جهود تبادل الأسرى والرفات الجارية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي تم التوصل إليه في شهر أكتوبر الماضي، بعد سنتين من عملية الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل.

عملية التسليم تمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تسلَّمت الجثمان من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في جنوب قطاع غزة.

في الساعات الأولى من صباح اليوم، أعلنت كتائب القسام في بيان رسمي أنها ستقوم بتسليم جثة الضابط هدار غولدن، مشيرة إلى أنه تم العثور عليها ظهر يوم أمس السبت داخل مسار أحد الأنفاق في مخيم يبنا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح المصدر القيادي في القسام أن عملية انتشال جثة غولدن تمت بمشاركة فريق من الصليب الأحمر الدولي، وأسفرت العملية كذلك عن انتشال جثامين ستة شهداء من مقاتلي القسام كانوا برفقته في الموقع ذاته، حيث قُتل غولدن خلال اشتباك في عملية عسكرية إسرائيلية عُرفت باسم “الجرف الصامد” عام 2014.

أكدت إسرائيل لاحقاً أن الصليب الأحمر قام بتسليم رفات محتجز إسرائيلي إلى الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) داخل قطاع غزة، وأن النعش سيُنقل إلى إسرائيل حيث سيتولى الحاخامية العسكرية نقله إلى المركز الوطني للطب الشرعي التابع لوزارة الصحة.

شدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أنه سيتم إبلاغ عائلة الضابط رسمياً بالنتيجة بعد انتهاء عملية تحديد الهوية، مجدداً التأكيد على مواصلة الجهود لاستعادة جميع جثث الرهائن المتبقين في غزة.

وقد أظهرت تقديرات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما ذكرته القناة 12 العبرية، أن الجثة التي عثرت عليها حماس تعود بالفعل للضابط غولدن.

تكتسب هذه الجثة أهمية خاصة، لكون غولدن آخر الجنود الذين قُتلوا في حرب عام 2014 وبقيت رفاته محتجزة لدى حماس.

بعد أسره في أغسطس 2014، أعلنت إسرائيل مقتله رسمياً رغم عدم استعادة جثته، وصُنِّف منذ ذلك الحين كـ”جندي قُتل ولا يُعرف مكان دفنه”.

وتشير التقارير إلى أن عملية انتشال وتسليم الجثة أثارت ضغوطاً سياسية وأمنية كبيرة، حيث ربط مراقبون بين العملية وملف مقاتلي حماس العالقين في منطقة رفح، ضمن سياق اتفاق وقف النار.

وكانت هناك مفاوضات تجري مع الوسطاء بشأن هؤلاء المقاتلين، حيث اشترط رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، إيال زامير، تسليم رفات غولدن مقابل النظر في السماح بمرور نحو 200 مقاتل عالق في رفح، وهو الأمر الذي تراجع عنه لاحقاً. كما أفادت تقارير بأن واشنطن مارست ضغوطاً لضمان تسليم رفات غولدن أولاً.

Exit mobile version