أكد المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، جهاد طه، في حديثه مع “العربي الجديد”، اليوم الخميس، أنّ الحركة قد وافقت على الهدنة الإنسانية لمدة سبعة أيام منذ أن أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في 16 من شهر أغسطس/ آب الجاري، على أن تقوم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بعملية تطعيم.
وقال طه، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، إنّ حركة حماس “تدعو كافة المنظمات والهيئات الإنسانية للقيام بواجبها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى الاحتلال الموافقة على ذلك وعدم المراوغة والتسويف ووضع بدائل عبر تحديد أماكن لبدء عملية التطعيم وعدم الالتزام بأية هدنة إنسانية”.
وأضاف: “لذلك تطالب حركة حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية، القيام بواجبها الإنساني والإغاثي تجاه شعبنا، وفضح ممارسات الاحتلال غير الإنسانية، خاصةً محاولاته إفشال مشروع البدء بعملية تلقيح حوالي 640 ألف طفل دون سن العاشرة بالإضافة إلى 50 طفلاً ولدوا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
وفي السياق، رجحت مصادر مصرية، تحدثت لـ”العربي الجديد”، بدء هدنة إنسانية في غزة خلال أيام لتنفيذ حملة تطعيم شلل الأطفال. وأوضحت أنّ الهدنة المتوقعة، تستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام خلال ساعات النهار، ولن تشمل مناطق تواجد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت المصادر نفسها، إلى أنّ هدنة تطعيم الأطفال تم نقاشها في القاهرة خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وكانت مصادر خاصة، قد قالت، قبل خمسة أيام، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إنه أمام تعثر المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة، بدأ الوسطاء العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية تتراوح بين أربعة أيام وأسبوع لتلبية الاحتياجات الإنسانية وإدخال تطعيمات شلل الأطفال، ومواد النظافة في ظل تفشي العديد من الأمراض بين النازحين والخوف من تفشي الحالة الوبائية بالقطاع.
وأمس الأربعاء، نقلت القناة الإسرائيلية “13” عن مصادر لم تسمها، قولها إنّ تل أبيب وافقت على “هدنة إنسانية مؤقتة” في قطاع غزة من أجل السماح بإعطاء تطعيمات شلل الأطفال، فيما ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رداً على ما معلومات القناة ذاتها، أن ما تمت الموافقة عليه “ليس هدنة، بل مجرد تخصيص أماكن معينة في قطاع غزة لإعطاء التطعيمات”.
ووفقاً لتقرير نشرته القناة الإسرائيلية، فإنّ موافقة إسرائيل على هذه الهدنة تأتي بعد طلب بلينكن تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، لا في إطار مفاوضات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وإنما لغرض تطعيم الفلسطينيين من شلل الأطفال. وأوضحت القناة أن القرار اتُخذ من قبل نتنياهو والمؤسسة الأمنية، دون أن يتم إبلاغ الوزراء في مكتب رئيس الحكومة. وأفادت القناة بأنّ هنالك قناعة في إسرائيل بأن قطاع غزة ليس على حافة الوباء، ولكن هذه الخطوة تأتي كإجراء وقائي.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت عن اكتشاف أول حالة شلل أطفال في قطاع غزة يوم 16 أغسطس/ آب الجاري. وقال وزير الصحة ماجد أبو رمضان، إنّ “اكتشاف حالة واحدة لشلل الأطفال في قطاع غزة يعني أنه قد تكون هناك مئات الحالات التي لم تُكتشف بعد”.