تقارير

“حياة المواطن” حكاية معاناة اليمنيين في بلادهم

تقرير خاص

لقي فيلم (حياة الماعز) ترحيبا كبيرا من قبل الحوثيين بسبب إساءة الفيلم المقصودة للمملكة العربية السعودية، في الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين حياة العبودية والقهر في بلادهم على يد عصابات الحوثي التي حولت اليمن الى دولة فاشلة بحسب جميع التصنيفات العالمية.

السلام العالمي

حيث جاءت اليمن في المركز الأخير لأول مرة ضمن قائمة مؤشر السلام العالمي لعام 2024، بسبب ما وصفه بعدم الاستقرار السياسي الداخلي بسبب تدهور الظروف المعيشية وتصاعد الاضطرابات الاجتماعية وتوتر العلاقات مع دول الجوار، وقال معهد الاقتصاد والسلام (IEP) في تقريره الأخير: ( احتل اليمن المركز 163 والأخير في مؤشر السلام العالمي لعام 2024، وهذه هي المرة الأولى  التي يحتل فيها المركز الأخير في المؤشر بعد تراجعه 24 مراكز في التصنيف منذ إطلاقه عام 2007) ووصف التقرير اليمن انها (الأقل سلاما في المنطقة والأقل سلما في العالم بشكل عام في المرتبة 163، يليه السودان ثم جنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا).

جودة التعليم

ولايزال اليمن للعام التاسع على التوالي خارج التصنيف العالمي لجودة التعليم في مؤشر دافوس لجودة التعليم العالمي، وذاك لغياب معايير الجودة في التعليم، حيث قال المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير له إن اليمن، ليبيا، السودان، سوريا، العراق، الصومال، دول غير مصنفة لعدم توفر أدني معايير الجودة في التعليم، ويعتمد مؤشر دافوس على التنافسية العالمي الذي حدده المنتدى الاقتصادي العالمي، وهي  “المؤسسات، الابتكار، الصحة والتعليم الأساسي، التعليم الجامعي والتدريب، الجاهزية التكنولوجية، حجم السوق، وتطور الأعمال والابتكار”.

حرية الصحافة

كما احتلت اليمن المرتبة 168 عالميا من بين 180 دولة في تصنيف حرية الصحافة للعام الماضي والذي نشرته منظمة (مراسلون بلا حدود) التي طالبت المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده في ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الصحفيين في اليمن، واصفة وضع الصحافة وحرية الرأي والتعبير في اليمن بانها( تمر بأسوأ حالاتها في ظل تصاعد عدد الانتهاكات بشكل مستمر) .

انقطاع الرواتب

الى ذلك، يعيش مئات الآلاف من الموظفين في اليمن يعانون من ظروف معيشية صعبة منذ الانقلاب اعام ٢٠١٤، بعد ان تسبب الانقلاب بتقسيم الجغرافيا اليمنية والمجتمع، وزيادة المعاناة وتوقف رواتب الموظفين الحكوميين في اليمن البالغ عددهم 1.3 مليون موظف، بينهم 600 ألف موظف في القطاع المدني والبقية في قطاع الشرطة والجيش، الى جانب انهيار العملة الوطنية حيث كان متوسط سعر الدولار قبل الانقلاب 215 ريالا وأصبح اليوم 530 ريالا مقابل الدولار الواحد.

رق وعبودية

وفضلا عن انقطاع الراتب لمدة ١١ عاما، يعيش الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين أوضاعا وظيفية تشبه حالات الرق والعبودية، ولا احد يجرؤ على الشكوى خوفا على مستقبلهم في العمل، أو تعرضهم لمضايقات تزيد من معاناتهم، يحكي اسامة (٣٥ عاما) ويعمل بأحدي المصالح الحكومية  ” لموقع الوعل اليمني” أن قريب المشرف المعين من قبل الحوثيين كان يشتم الموظفين بأشنع الألفاظ اذا لاحظ خطأ من وجهة نظره ،  ويهددهم باستمرار بالفصل الفوري، يتابع اسامة بحزن ” هناك من لم يتحمل الاهانات وترك العمل نهائيا بسبب المضايقات،  وهناك أيضا من بقي صابرا خوفا من ان تذهب سنوات الخدمة هدرا،  وطبعا نبقي ما ما يحدث معنا من اهانات سرا حفاظا على صورتنا أمام أسرنا واولادنا”.

أما حسين الموظف بإحدى الهيئات الحكومية (٤٠ عاما) فيقول “رغم اننا لا نستلم رواتبنا الا اننا أسرى للتسلط والتعسف فمن مشرفين يتفننون في إذلالنا كموظفين، إلى مدراء غير اكفاء ولا مؤهلين يتلذذون بإهانتنا طوال ساعات العمل”. ويروي حسين” لموقع الوعل اليمني ” كيف أن المدير السلالي يضطهد الموظفين حديثي التعيين حيث طلب من أحدهم ان ينظف المكتب، وطلب من موظف جديد آخر ان يكتب له اسماء جميع الملفات التي في الارشيف بخط اليد وهي بالآلاف، كما قام بالتلاعب بالساعة التي على جهاز البصمة لتأخير وقت الخروج، مضيفا (هذا ونحن نشتغل بالمجان فكيف لو عاد يسلموا لنا رواتب)؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى