كشفت محامية الدكتور الفلسطيني الأسير لدى قوات الاحتلال الإسرائلي، حسام أبو صفية، أنّه ليس بخير، وذلك عبر منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وأوضحت محامية أبو صفية، غيد غانم قاسم، الأحد، بالقول: “دكتور حسام أبو صفية ليس بخير. زيارتي الأخيرة له كانت قبل أيام، 9 تموز 2025. خسر أكثر من 40 كيلو من وزنه- أكثر من الثلث”.
وأضافت قاسم، عبر المنشور الذي حظي بتفاعل متسارع بين مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “في بداية الاعتقال كان يزن 100 كيلو- أما اليوم فلا يتعدى وزنه الـ 60. تعرض للضرب الشديد يوم 24.6.25”.
وفي السياق نفسه، استرسلت بالقول: “تم اقتحام غرفته على وجه التحديد (غرفة رقم 1/ قسم 24 سجن عوفر)، تم ضربه بوحشية على منطقة القفص الصدري..”.
وتابعت المحامية، عبر المنشور نفسه: “ووجّهت له كدمات شديدة على منطقة الوجه، الرأس، الظهر والرقبة”، مشيرة إلى أنّ: “مدة الضرب استمرت حوالي 30 دقيقة”.
إلى ذلك، أفادت المحامية: “دكتور حسام طالب بالحصول على علاج وإجراء الفحوصات اللازمة له، وعرضه على طبيب قلب مختص.. لكن طلبه قوبل بالرفض”، فيما ختمت المنشور بالقول: “دكتور حسام يُعاني من عدم انتظام في دقات القلب، وقد تم كسر نظاراته التي تم إدخالها له مؤخرًا عن طريق محاميته”.
واستدركت: “دكتور حسام ما زال يرتدي ملابس الشتاء تحت ظروف التجويع والتعذيب والعزل والهلاك، قابع تحت الأرض دون أي مُلامسة لأشعة الشمس”، مؤكّدة: “دكتور حسام أبو صفية وسائر الأسرى الفلسطينيين ليسوا بخير”.
تجدر الإشارة إلى أنه في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2024، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة واعتقلت الدكتور حسام أبو صفية، وهو جراح معروف ومشهود له بالكفاءة في مجاله.
كان اعتقاله حدثًا مؤلمًا لأسرة القطاع الصحي في غزة، فقد تم اختطافه بطريقة عنيفة من داخل المستشفى أثناء قيامه بعمله، حيث كان يباشر علاج الجرحى الفلسطينيين الذين تعرضوا للإصابات جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
بعد اعتقاله، بدأ الطبيب حسام أبو صفية رحلة عذاب في سجون الاحتلال، وتحديدًا في سجن “سدي تيمان” سيئ السمعة، حيث يعد من أسوأ السجون التي يحتجز فيها الفلسطينيون، حيث تعرض أبو صفية للعديد من أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي تسببت له في آلام شديدة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، إنّ الأسرى من الطواقم الطبية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يعيشون ظروفاً مأساوية وصعبة، وذلك بعد ساعات من شهادة محامية الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان المدمر شمالي القطاع.
وقالت الوزارة إنّ “الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيوداً مشدّدة على الأسرى بشكل عام وعلى الأسرى من الطواقم الطبية بشكل خاص”، مشيرةً إلى أنّ محامية الأسير الطبيب حسام أبو صفية نقلت معلومات عن الحالة الصحية الصعبة له والحرمان المتعمّد من العلاج.
وتعرّض 360 من الطواقم الصحية للاعتقال منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وفق بيان وزارة الصحة.
وفي ديسمبر الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ورغم ذلك واصل حسام أبو صفية قيادة فريقه الطبي من أجل أداء رسالته الإنسانية، في واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ قطاع غزة، مناشداً العالم والمجتمع الدولي إنقاذ المنظومة الصحية التي تدمّرها آلة الحرب الإسرائيلية، وإمداد مستشفى كمال عدوان بالأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذ الجرحى والمرضى الذين يؤويهم.