خطورة استعجال الأشقاء في توقيع اتفاقية السلام مع الحوثي!
بقلم :صدام الحريبي
ما هو ملاحَظ أن الأشقاء رمَوا كل ثقلهم من أجل دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، ترامب الذي كشفتت أدلة أنه كان يتعاطف مع الروس والصين ويسرّب لهم بعض المعلومات، حيث يأتي دعم الأشقاء له بالتزامن مع ذهابهم وبقوة باتجاه الصين والروس.
ترامب وبالرغم من جنونه، لكن يبدو أنه أكثر حظا هذه المرة من جو بايدن الذي أُحرق بسبب موقفه من الحرب على غزّة، لدرجة أن هناك من رماه بالأحذية ورفض سماع خطابه في أكثر من مكان.
ولذلك فإن قبول عقد شراكة استراتيجية بين الأشقاء والصين والروس لا شك أنه يلبي طموحات وأحلام الصينيين وحلفائهم وهم يسعون إلى ذلك بقوة لأسباب، أولها كرم الأشقاء تجاه مثل تلك الدول وإدراك الحلفاء بأن الاتفاق مع الرياض يرجّح الكفة في الوطن العربي، وثانيا الانتقام وضرب الأمريكان والبريطانيين الذين أسقطوا الاتحاد السوفيني سابقا في الخاصرة، لكن سيكون هناك طلبا بسيطا لأعداء الرأسمالية السابقين، وهو تسليم اليمن للحوثي على غرار اتفاقية الطائف ١٩٨٩م التي قضت بتسليم لبنان لحزب الله التابع لإيران، وسيضمن الصين والروس للأشقاء عدم اقتراب الحوثيين منهم، وهذا ما يسعى له الأشقاء تقريبا إن صح استعالجهم في توقيع الاتفاقية، غير آبهين بأنهم هم المستهدفين أصلا، فكما وقّعت معهم واشنطن سابقا اتفاقية دفاع وضمنت لهم الحماية، ها هي تأتي إليهم بالحوثي إلى الحدود ليشكل أكبر خطر عليهم منذ تأسيس المملكة، وهكذا سيعمل الاشتراكيون السابقون، سيضمنون للأشقاء عدم وقوع أي خطر، وسيتنصّلوا من ذلك في أقرب فرصة، ليصبح الأشقاء بين خيانة الشرق وتشّفي الغرب، وقد يكون بذلك سقوط الرمزية الإسلامية الذي يريده أعداء الإسلام في الشرق والغرب لا سمح الله.
هروب الأشقاء بهذا الشكل المتسرّع من القبضة الأمريكية والخيانات والإهمال المتكرّر، من أجل اللحاق بحلفاء جدد، قد يشكّل خطورة.
ولذلك الأحرى هو العمل على الموازنة، فلا نشرّق بشكل كامل، ولا نغرًب بشكل كامل، وإن كان لابد من التخلّص من الهيمنة الأمريكية سريعا، فيجب أن يكون ذلك بالتدريج ومن خلال دراسة معمّقة، والأكثر إيجابا هو شق طرق آخر بهدوء وهو بناء النفس والاعتماد عليها فقط، بدلا من البحث عن حامي في كل مرة.
هذا الحديث لم يأتِ من دافع غل على الأشقاء، فلم نعمل يوما بخبث وحقد ضد بلاد الحرمين التي نعتبر الدفاع عنها جزء من العقيدة، بل من باب التحذير والحرص والحب، وليفهما من شاء كيفما شاء، ولسنا مضطرين على إثبات حسن النية كوننا مواطنين عاديين ولسنا أصحاب قرار أو تأثير سياسي.