Blogمنوعات
أخر الأخبار

دولٌ عصيّة على الغزو.. ما الأسباب؟

جميع الإمبراطوريات التي مرت على تاريخنا البشري إما فشلت أو اندمجت مع إمبراطوريات أخرى، وفي النهاية سقطت أيضاً، إذ أن مصطلح ”إمبراطورية“ لم يعد موجوداً لوصف تلك الدول. لكن على الرغم من ذلك، تستطيع تلك الدول استعراض قوتها خارج حدودها (كالولايات المتحدة مثلاً) أو في المناطق المجاورة لها (كإيران).

على أي حال، هناك دول محددة أثبتت أنها قادرة على الدفاع عن نفسها ضد الغزوات، منذ قدم التاريخ وحتى اليوم، إليكم مجموعة منها:

1. الولايات المتحدة الأمريكية

صورة: Fortune

لعلّ وجود الولايات المتحدة في هذه القائمة أمرٌ غير مفاجئ، فالدولة التي تقرر غزو الولايات المتحدة لن تواجه جيش أمريكا فقط، بل ستواجه 330 مليون أمريكي أيضاً.

نعلم أن السلاح متواجد بين أيدي الأمريكيين، والأرقام التي نعرفها أقل بكثير من الواقع، ناهيك عن أن الولايات المتحدة تسمح لمواطنيها بتصميم الأسلحة وصنعها في بعض الولايات، بدون إلزام المواطنين بتسجيلها لدى سجلات الدولة.

وحتى لو تمكن العدو من السيطرة على المدنيين في أحد شطري الولايات المتحدة، عليه مواجه واحد من أقوى جيوش العالم وأفضلها من ناحية التدريب والمعدات. وحتى لو استطاع العدو احتلال جزء من الولايات المتحدة وأراد الزحف لاحتلال أجزاء أخرى، سيواجه مشكلة كبيرة تتمثل في أن المدن الأمريكية الكبرى منظمة ومجهزة للدفاع عن نفسها.

فسواء كان الغزو من الشرق أو الغرب، على العدو أن يحتلّ مدناً كبرى مثل هيوسطن وأكولاهوما وديترويت ونيويورك وغيرها من المدن ونقاط التمركز الكبرى التي على العدو أن يحتلها بأقصى سرعة ممكنة حتى يؤمن المناطق الخاضعة لسيطرته، ما ينقلنا إلى المشكلة التالية التي ستواجه العدو، وهي مساحة الولايات المتحدة الكبيرة جداً.

تمتد أراضي الولايات المتحدة على مدار 4 مناطق زمنية، ناهيك عن اختلاف المناخ والتربة، فهناك السلاسل الجبلية والمستنقعات والصحارى، وفي بعض المناطق، هناك سهول تمتد بلا نهاية. نعود إلى المدن مجدداً، حيث تتواجد 3 مدن أمريكية ضمن قائمة المدن ذات التعداد السكاني الأكبر في العالم، وتلك المدن مليئة بحاملي الأسلحة والوطنيين وأيضاً أفراد العصابات والمتطرفين.

مع الأخذ بعين الاعتبار كل تلك الأسباب، بالإضافة إلى التكنولوجيا الحربية المتقدمة، من الصعب جداً احتلال أمريكا.

2. روسيا

صواريخ RS-24 Yars الروسية في استعراض عسكري للذكرى الـ 75 لانتصار روسيا على النازية، المسيرة من عام 2020.صورة: Associated Press

لا يثبت التاريخ فقط أن روسيا عصية على الاحتلال، بل الواقع كذلك، وعلى الرغم من أن الجيش الروسي ليس واحداً من أفضل جيوش العالم، وليس بالقوة التي يتباهى بها الرئيس الروسي (فلاديمر بوتين)، لكن روسيا قادرة على فرض سيطرتها على الدول المجاورة لها أيضاً.

إن غزو روسيا أمر صعب، وأي شخص قرأ التاريخ سيعلم ذلك. فبعيداً عن الشتاء الروسي القاسي الذي أجبر (نابليون بونابرت) على الانسحاب، ولاحقاً الألمان النازيون، أثبت التاريخ أيضاً أن الروس مستعدين لحرق أراضيهم ومدنهم ومزارعهم بدلاً من تركها للعدو.

أثبت التاريخ أن روسيا دائماً تلجاً لسياسة الأرض المحروقة منعاً لتقدم العدو.صورة: Associated Press

قد تقول أن الروس اليوم لن يفعلوا ذلك، لكننا نود تذكيرك بأن الفارق الزمني كبير جداً بين غزو (نابليون) وغزو ألمانيا النازية. نود تذكيرك أيضاً بأن مساحة روسيا تمتد على مدار 11 منطقة زمنية! بالتالي هي أكبر دولة من ناحية المساحة.

وإن لم تعجبك كل تلك الأسباب، نود إخبارك أن المناخ في روسيا ليس متماثلاً، فهناك الجبال والسهوب والغابات المطيرة أيضاً. وبالإضافة لكل ما سبق، نود تذكيرك مجدداً بأن لروسيا علاقات قوية مع جيرانها من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، لذا تعدّ حدودها البرية محمية نوعاً ما. يبدو أيضاً أن الروس مستعدون للدفاع عن بلدهم مهما كلفهم هذا الأمر من خسارات في الأرواح، وأكبر دليل على ذلك هو معركة ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية.

3. أفغانستان

مقاتلو طالبان في احتفال للصفقة مع الولايات المتحدة.صورة: Wali Sabawoon/NurPhoto/Getty Images

هناك مقولة مشهورة عن أفغانستان، وهي أنها «مقبرة الإمبراطوريات»، والسبب واضح: فكل إمبراطورية أو دولة سعت لاحتلال هذا البلد، باءت جهودها بالفشل أخيراً، وتكبدت خسارات كبيرة. على الرغم من أن القادة الأمريكيين يحبون الافتخار بـ «النصر» الذي حققته بلادهم في أفغانستان ضد القاعدة والتنظيمات الإرهابية، لكن هذا النصر المتأخر جداً لا يسهم إلا في تأكيد تلك المقولة السابقة.

استطاعت أفغانستان الصمود أمام أقوى دول العالم، بدءًا من الولايات المتحدة أخيراً، القوة العظمى في العالم، ثم الاتحاد السوفياتي –ثاني أقوى دولة في العالم آنذاك– في ثمانينيات القرن الماضي، والإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر، عندها كانت الإمبراطورية في فترة قوتها.

من الصعب غزو طالبان والسيطرة على البلاد جراء جغرافية البلاد المكونة من الجبال.صورة: Franz J. Marty/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

ما يجعل أفغانستان عصيّة على الغزاة هو طبيعتها الجغرافية، فهناك الصحراء الكبيرة المحاطة بالجبال وقممها العالية، وذلك ما يسهّل على الأفغانيين الانسحاب والاختبار في الجبال ثم الاستعداد للهجوم التالي، استراتيجية أثبتت نجاحها في الحقيقة. في المقابل، تعيق تلك السلاسل الجبلية حركة الدبابات والمدرعات الثقيلة، وهكذا كانت تعيق الخيالة والفرسان في قديم الزمان.

في المقابل، تمكنت الولايات المتحدة من السيطرة على قواعدها والحفاظ على جيشها بفضل قوتها اللوجستية/ فالولايات المتحدة قادرة على توفير الإمدادات وإنزال الجنود –أو إخلائهم– بسهولة نسبياً، وهذا الأمر لم يكن متوفراً للدول الغازية الأخرى، كالإمبراطورية البريطانية على سبيل المثال، ففي الحرب الإنجليزية الأفغانية الأولى عام 1839، حيث انتهت الحملة الكارثية بهزيمة الجيش البريطاني المنسحب، والذي تألف من 16 ألف شخص (بينهم هنود جبلهم البريطانيون)، ولم يعد من هذا الجيش سوى جراح بريطاني واحد وبعض الجنود الهنود.

عامل آخر يسهم في عرقلة احتلال أفغانستان والسيطرة عليها هو تعدد المجموعات العرقية التي تسكن هذا البلد، من البشتون والبلوش والتركمان والطاجيك والأوزبك. تتعدد أشكال الولاء في هذا البلد، منها ما هو للعشيرة أو للقومية أو حتى للتطرف، ما يعني أن الدولة التي ستحتل هذا البلد ستعاني كثيراً في السيطرة على الوضع.

4. الصين

صورة: Yahoo!

صحيح أن الصين تعرضت سابقاً للغزو والاحتلال، لكن اليوم لا نعتقد أن هذا السيناريو محتمل، فهل سمعت عن دولة تحوي مليار فرد وتعرضت للاحتلال؟ لا نعتقد أساساً أن هناك دولة ما ستفكر بغزو الصين التي تحوي أكثر من مليار شخص.

وقد تقول أن العدد لا يهم في الحسابات العسكرية اليوم، أو أن عدد القوات المسلحة أو الأفراد المسلحين أقل بكثير، لكن خذ بالحسبان أن الحكومة الصينية جاهزة فوراً لتسليح مواطنيها. أما من ناحية القوة البشرية، صحيح أن استراتيجية القتال بالاعتماد على تعداد الجنود أصبحت من الماضي، لكن من الواضح أن العدد الكبير سيحقق نتائج مرجوة على المدى القصير، خذ هذا السيناريو على سبيل المثال: قد تضطر الصين للتضحية بـ 10 فرق عسكرية (يتراوح عددها بين 10 إلى 30 ألف فرد) من أجل القضاء على فرقة بحرية أمريكية، فهذا العدد لا يمثل فرقاً كبيراً بالنسبة للصين.

سبب آخر يجعل الصين حالة مميزة، وهو تنوعها المناخي والجغرافي الكبير، فهناك صحراء جوبي الشاسعة جداً وأدغال جنوب شرق آسيا، ناهيك عن المناطق الثلجية في جبال الهيمالايا ما يجعل الدعم الجوي صعباً.

هذا إن إردنا خوض الحرب بطريقة تقليدية، لكننا لم نصل إلى الحرب الحديثة باستخدام التكنولوجيا، والتي تبيّن أن الصين أصبحت تسابق الدول الغربية في هذا المجال. لا يمكن لأحد اليوم أن ينكر قدرات الصين التكنولوجية، ولا القدرات الاقتصادية التي ستساعدها في تحمّل تكلفة الحرب.

5. الهند

صورة: British Army

ربما لم تتوقعوا وجود الهند على قائمتنا، لكن الواقع يقول أن الهند اليوم من الدول التي يصعب خوض حرب ضدها. كان تاريخ الهند مليء بالحروب والفوضى حتى فترة ليست بالبعيدة، لكن ما يجعل الهند صعبة على الغزو هو موقعها الجغرافي المميز جداً: ففي الشمال الشرقي تجد ممرات جبال الهيمالايا، وهناك المناخ القاحل في الشمال الغربي والصحراء التي تشكل نصف تلك المناطق الشمالية الغربية. أما في الجنوب، يصبح المناخ استوائياً ورطباً، ما يجعل إرسال قوات بحرية والعثور على مكانٍ للرسو أمراً صعباً.

منذ أن غادر البريطانيون الهند في عام 1947، اضطر الهنود لخوض حرب مع باكستان في عدة مناسبات، ثم حرب مع الصين مرة واحدة. وهذا ما دفع الصين إلى التقارب مع باكستان، ما دفع الهند أيضاً إلى اتخاذ احتياطاتها في حال اضطرت إلى خوض حرب على جبهتين.

تنفق الهند الكثير على جيشها، وترضى بالتسلح من كافة الأطراف، روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. هناك انتقادات كثيرة بخصوص سياسة الهند، وادعاءات بأن هذه القوة العسكرية مجرد أرقام على ورق، لكن في الحقيقة، تملك الهند 21 قمراً صناعياً نصفها لأغراض استخباراتية، ما يعني أنها توفر للهند صوراً فضائية واضحة في ساحات المعركة، خاصة إذا كانت تلك الصور في مناطق جبلية كالهيمالايا.

يملك الجيش الهندي خبرة في القتال، كما تحاول الهند منذ سنوات تحسين مخزونها من مضادات الطيران، بينها صفقات مع إسرائيل التي تُشتهر بتفوقها العسكري. لا نعرف تماماً طبيعة الحرب القادمة التي ستخوضها الهند، أو ما إذا كانت قادرة على استغلال ما تملكه من عتاد وتقنيات وجيش، لكن من المتوقع أنها ستنجح في ذلك.

6. أستراليا

أستراليا أقرب لكونها قارة، كما أن معظمها مؤلف من بيئة قاحلة، كما هو واضح من الصورة الفضائية.صورة: Wikipedia

لا يزيد تعداد سكان أستراليا عن 24 مليون شخص، لكن أستراليا بحد ذاتها ضخمة جداً، فهي قارة بكل معنى الكلمة. باستثناء المناطق الساحلية، والتي يعيش فيها 98% من الأستراليين، تتألف هذه الجزيرة العملاقة من صحراء حارقة الحرارة.

فهي جزيرة مثالية للاحتماء أو شن هجمات مباغتة على الغزاة. على أي حال، تبدو فكرة احتلال أستراليا غير مجدية من الأساس، فبعيداً عن المناطق الصحراوية، هناك الشعاب المرجانية التي تشكل حواجزاً طبيعية تحمي أجزاء من ولاية كوينزلاند في الشمال الشرقي. خلال الحرب العالمية الثانية، فكرت الإمبراطورية اليابانية بغزو أستراليا، لكنها عدلت عن هذه الفكرة لأنها حقاً غير مجدية.

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت القوات الأسترالية منتشرة في جبهات الحرب الأخرى كأوروبا وشمال أفريقيا، وقدر اليابانيون تعداد القوات المطلوبة للسيطرة على الجزيرة الأسترالية بنحو 200 ألف جندي. لكن حتى لو تمكن اليابانيون من غزو المنطقة والسيطرة على كامل المدن الساحلية، سيضطر الجنود اليابانيون إلى خوض معارك عصابات كثيفة ضد الأستراليين الذين بإمكانهم الاختباء في المناطق الداخلية من البلاد. على أي حال، لم يقم اليابانيون بالغزو، بل حاولوا عزل أستراليا بحرياً قدر المستطاع، وعزلها أيضاً عن الولايات المتحدة الأمريكية.

7. اليابان

حاول المغول غزو اليابان، واستطاعوا تثبيت موطئ قدم لهم لفترة قصيرة، لكن غزو أرخبيل اليابان بأكمله أثبت أنه أمر صعب جداً.صورة: Tim Richards/Escape

اليابان أرخبيل من الجزر، وهذا ما صعب على الأعداء غزوها، تحديداً المغول. اليوم، تعتبر اليابان قوة اقتصادية عظمى (ثالث أقوى اقتصاد في العالم) وتملك جيشاً كبيراً أيضاً، حيث تبلغ ميزانية الدفاع نحو 51 مليار دولار أمريكي.

أثبت التاريخ أن غزو اليابان، بالطريقة التقليدية، صعبٌ جداً جراء دفاع اليابانيين عن أرضهم. خلال الحرب العالمية الثانية، تذكروا أن الولايات المتحدة اختارت إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي حتى تسرّع إنهاء الحرب العالمية، بينما لم يكن لدى اليابانيين رغبة في «الاستسلام»، تحديداً لدى الجنود اليابانيين. مع أن اليابان اليوم تعتبر من البلاد ذات نسبة الشيوخ العالية، يبلغ تعداد السكان نحو 126 مليون نسمة، ويبلغ 1.2 مليون فرد سن الخدمة العسكرية كل سنة.

جراء الوضع المضطرب في بحر الصين الجنوبي، بدأت اليابان توسع قوتها العسكرية على مدار السنوات الـ 40 الماضية. على الرغم من أن تعداد الجيش الياباني أقل من مثيله في المنطقة، وتحديداً الصين مثلاً، لكن جيش اليابان مزوّد بتقنيات ومعدات متطورة ومصممة بشكل خاص لتكون قوة ردع دفاعية، بدلاً من أن تكون مصممة للهجوم.

تملك اليابان قوة جوية معتبرة، وهي متطورة جداً. أضف إلى ذلك تحالف اليابان مع الولايات المتحدة، والذي يعني أن أي هجوم على اليابان سيؤدي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، وذلك وفق اتفاقية التعاون والأمن المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان.

8. المملكة المتحدة

غزو الجزر البريطانية أيضاً أمرٌ صعب، لأن الوصول إليها وإيجاد موطئ قدم يعتبر مجازفة كبيرة.

لاحظتم أن الدول المؤلفة من جزيرة أو عدة جزر متكررة في قائمتنا، والمملكة المتحدة مثال تاريخي جوهري يؤكد أنها من الدول صعبة الغزو. في الحقيقة، آخر مرة تعرضت لها بريطانيا للغزو هي عام 1066 على يد النورمانديين، وهو الفتح النورماندي الذي أدى –في نهاية المطاف– إلى تأسيس ما نعرفه اليوم ببريطانيا.

خلال الحرب العالمية الثانية، حاول (أدولف هيتلر) والنازيون إجراء غزو شامل للجزيرة، على الرغم من قربها من القارة الأوروبية، لم تستطع ألمانيا النازية الوصول إلى شواطئ بريطانيا.

باعتبارها محاطة بمحيطين وبحر الشمال الهائج، لا يمكن غزو الجزيرة البريطانية ناجحاً إلى من الجنوب، عبر القناة الإنجليزية، ويثبت التاريخ أن عبور هذا المسار خطير وصعب. يتألف شاطئ انجلتر الجنوبي الشرقي من جروف منحدرة، ما يجبر أي أسطول غازٍ على الصعود إلى الأعلى والتسلق، ما يعني أنه مكشوف للمدفعية البريطانية والقوات الجوية.

نانو درون تملكه المملكة المتحدة، مداه القتالي أكثر من ميل.صورة: BAE/UAVTEK

قوة بريطانيا العسكرية ليست شيئاً يستهان به، فهي تملك أفضل وأحدث التقنيات ومعدات المراقبة. وصحيح أن المملكة المتحدة قلصت ميزانيتها قليلاً، لكنها تملك حاملتي طائرات تدخلان الخدمة بحلول عام 2022. المملكة المتحدة عضو في تحالف الناتو، فلديها الحليف الأول، الولايات المتحدة، الذي سيدافع عنها من أي خطر، كما أن علاقات المملكة المتحدة مع معظم دول العالم مستقرة.

9. إيران

صورة: Associated Press

دخل الشرق الأوسط مرحلة مضطربة في العقود الماضية، من التطرف إلى الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، والتي أشعلتها أيضاً حرب النفط. على الرغم كل الاضطرابات التي شهدتها إيران، والحروب التي خاضتها أو تخوضها بشكل غير مباشر اليوم، لا تزال إيران قائمة، بل ولاعب رئيس في المنطقة.

ما يجلب المشاكل لإيران أيضاً هو البرنامج النووي الذي بدأته وتعزم على إكماله، وعلى الرغم من كل التوعدات بالغزو، يبدو أن العالم يفضل التفاوض مع إيران بدلاً من اللجوء لخيار الغزو المكلف جداً، والذي سيؤثر على كافة الأطراف.

لدى إيران جيش كبير، وهي في المرتبة الثالثة من ناحية القوة العسكرية في الشرق الأوسط –تتصدر القائمة تركيا، ثم مصر وإيران والسعودية وإسرائيل. فوق ذلك، من الصعب غزو البلاد بسبب جغرافيتها المؤلفة من جبال، ما يعني أن الجبال مكانٌ مثالي للمنشآت الدفاعية والمخابئ. بسبب هذه الجغرافيا، والحروب التي خاضها الجيش الإيراني، يُعتقد أنه قادرٌ على المقاومة لفترة طويلة أمام قوة عظمى.

حالياً، تملك إيران بعض التكنولوجيا التي تمكنها من توجيه ضربات للأعداء، كالألغام والغواصات والصواريخ المضادة للسفن والدرونز، وتقنيات استراتيجية أخرى تجعلها قادرة على ضرب سلسلة الصادرات النفطية من منطقة الخليج، ما يعني تعطيل الاقتصاد العالمي أيضاً.

كما أن غزو إيران لن يمر بدون تحرّك دول من المعسكر الآخر، الصين وروسيا، بل ربما لن يوافق الاتحاد الأوروبي على هذا الغزو، باعتباره أمر سيؤثر عليه سلباً. حتى لو تمكنت إسرائيل أو الولايات المتحدة من ضرب المنشآت النووية الحالية، فهذا لن يؤدي سوى لتأخير مشروع البرنامج النووي 4 سنوات على الأكثر.

10. كندا

صورة: Toronto Star

تُعد كندا من أكبر دول العالم –بعد روسيا– من ناحية المساحة، وهي أيضاً ذات مناخ بارد. تقع كندا أيضاً في أقصى شمال العالم، ما يعني أن غزوها سيكون عملية طويلة ومرهقة، على الرغم من أن أغلب سكان كندا يعيشون في مناطق أقرب للداخل، نحو الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا يعني مزيداً من الصعوبة، أي أن على الدول الغازية احتلال مساحات كبيرة من البراري للسيطرة على كامل البلاد، وهو أمر ليس بالسهل. فوق ذلك، كندا محاطة بالمحيطين، ولا تملك حدوداً برية سوى مع الولايات المتحدة، حليفتها وواحدة من أقوى دول العالم. مؤخراً، أصبحت كندا تنتج نفطاً أكثر مما تستهلك، ما يعني أنها قادرة على تحمّل حصار طويل لو احتاجت.

على أي حال، لا تملك كندا علاقات سيئة مع أي دولة تقريباً، كما أنها من الدول ذات السمعة الجيدة في الأمم المتحدة، ما يعني أن غزوها لن يكون محتملاً أيضاً، ناهيك عن أنها عضو في حلف الناتو، وجيشها متطور ومتدرب بأحدث وأفضل السبل.

المصادر:

  • موقع WeAreTheMighty
  • موقع TopTenz

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى