ديفانس لاين: ضربة إسرائيلية دقيقة على أحد جبال صنعاء قتلت الغماري في 28 أغسطس

في تقرير خاص نشره موقع ديفانس لاين، كُشف النقاب عن تفاصيل مقتل رئيس هيئة الأركان في جماعة الحوثي، اللواء محمد عبدالكريم أحمد الغماري، الذي فارق الحياة متأثراً بجراحه بعد إصابته في غارة إسرائيلية دقيقة يوم 28 أغسطس الماضي، في إحدى المناطق الجبلية بمحيط العاصمة صنعاء.
أعلنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، رسمياً، مقتل الغماري مع نجله حسين (13 عاماً) وعدد من مرافقيه، في ما وصفته بـ”غارات أمريكية وإسرائيلية خلال عامين من معركة طوفان الأقصى”. البيان الحوثي جاء غامضاً، واعتبر الغماري “شهيداً سعيداً ضمن قافلة العظماء على طريق القدس”.
لكن مصادر ديفانس لاين أكدت أن الغماري توفي قبل أيام متأثراً بجراحه، بعد إصابة خطيرة أفقدته إحدى قدميه، ونُقل على إثرها للعلاج في أحد المستشفيات، حيث فارق الحياة قبل أسبوعين. أما نجله حسين، فقد قُتل فور وقوع الغارة، وأخفت الجماعة خبر مقتله عن أسرته.
الضربة الدقيقة استهدفت الغماري ومرافقيه، بينهم عناصر جهادية حوثية، قُتل بعضهم في الغارة، وأصيب آخرون، بعضهم توفي لاحقاً. من بين القتلى: مرتضى زيد الحمران، وعماد الأعضب، ومحمد حامد هبه. وقد ظهر الحمران والأعضب في صورة شهيرة خلف الغماري أثناء إلقائه خطاباً، ما يرجّح أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدتهما واستفادت من مراقبتهما لتحديد موقع الغماري.
سبق للغماري أن نجا من غارات إسرائيلية، أبرزها تلك التي استهدفت مقراً له في منطقة حدة بصنعاء يوم 14 يونيو، حيث قُتل ثلاثة من أفراد حراسته. وتفيد مصادر ديفانس لاين أن إحدى زوجاته كانت تقيم في المبنى المستهدف.
الغماري، المولود في يناير 1981 بمنطقة المدان بمحافظة عمران، والمعروف باسم “هاشم”، ينتمي لأسرة هاشمية وتلقى تعليماً زيدياً. انخرط في التمرد الحوثي منذ 2004، واعتُقل سابقاً من قبل السلطات اليمنية. تلقى تدريبات عسكرية وفكرية في إيران، وشارك في اجتياح عمران وصنعاء.
عيّنته الجماعة عضواً في اللجنة الأمنية العليا عام 2015، ثم رئيساً لهيئة الأركان في ديسمبر 2016، وظل في منصبه حتى مقتله. أدرج على قوائم العقوبات الدولية منذ 2021، وصدر بحقه حكم بالإعدام من القضاء العسكري في مأرب، ويخضع لمحاكمة في عدن. السعودية رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
في أعقاب مقتله، عيّنت الجماعة القيادي يوسف حسن إسماعيل المداني خلفاً له في رئاسة الأركان. ولا يزال الغموض يحيط بمصير وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي، ونائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن جلال الرويشان، اللذين لم يُسجل لهما أي ظهور منذ أغسطس، وسط أنباء عن إصابتهما في نفس الغارات.
كما أكدت مصادر ديفانس لاين مقتل القيادي أسعد هادي الشرقبي (أبو صخر)، مساعد رئيس الأركان، في تلك الضربات. الشرقبي كان مسؤولاً عن التجنيد والسيطرة في وزارة الدفاع، وعضواً في اللجنة الأمنية والعسكرية العليا منذ 2016.






