نقلت مجلة “ذا إيكونوميست” عن مصادر عسكرية، الأحد، قولها إن إسرائيل تخطط لشن هجوم بري يشمل احتلال منطقة عازلة من بضعة أميال على الحدود مع لبنان، مضيفةً أن الوحدات القتالية الإسرائيلية بدأت تتدرب منذ يوم السبت في قواعد عسكرية في المناطق الشمالية، دون أن تبدأ في حشد قواتها في مناطق التجمع على الحدود، لكن المصادر أشارت إلى أن جيش الاحتلال لا يمتلك القوات الكافية لتنفيذ مثل هذه الخطوة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الجنرالات الأكثر حذراً في إسرائيل، بما في ذلك وزير الأمن يوآف غالانت، يؤيدون الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل حالياً، وهي التدرج في التصعيد العسكري، والتي يأملون أن تمنح حزب الله مساحة لإعادة النظر في موقفه والتراجع، أي قبل انتهاء الحرب على غزة.
ومنذ الخميس الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأقل ثلاث موجات من الهجمات استهدفت، بحسب ما يدعيه، منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله. وزعم في بيانات سابقة أن تلك الهجمات تستهدف قدرات حزب الله وتحدّ محاولاته لمهاجمة أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقرر جيش الاحتلال، أمس السبت، إغلاق المجال الجوي في مناطق الشمال مدة 24 ساعة على خلفية التوتر الأمني بعد اغتياله عقيل ومعه قادة في حزب الله، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن عدد الشهداء في الغارة الإسرائيلية التي استهدفتهم ارتفع إلى 45 شهيداً، مع الإشارة إلى استمرار عمليات رفع الأنقاض.
وأطلق حزب الله رشقات صواريخ “ثقيلة” تستخدم لأول مرة على مناطق واسعة في الجليل الأسفل وشرق حيفا، معلناً استهداف قاعدة “رمات دافيد” الجوية الإسرائيلية، ومجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة رفائيل، فيما كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على جنوب لبنان، في ظل أسبوع ثقيل عاشه اللبنانيون وسط مآسٍ كبيرة.
وتزداد التحذيرات الدولية والأممية من خطر التصعيد في المنطقة وانزلاقها إلى حرب شاملة، في ظل ما تشهده الجبهة اللبنانية من تصعيد كبير، خصوصاً منذ عمليتي تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان الثلاثاء والأربعاء، واغتيال القيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل مع عدد من قادة فرقة الرضوان الجمعة، وإطلاق الحزب اليوم رشقة صاروخية ثقيلة على مناطق واسعة في الجليل الأسفل وشرق حيفا شمالي إسرائيل، بما في ذلك قاعدة رامات ديفيد الجوية. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن (81 عاماً)، الأحد، عن قلقه إزاء التوترات في المنطقة، مؤكداً أنه يبذل “قصارى جهده” لتجنب اتساع رقعة النزاع. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: “سنبذل قصارى جهدنا لتجنب اندلاع حرب أوسع نطاقاً. ولا نزال ندفع بقوة” في هذا الاتجاه. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في وقت سابق من اليوم، من مخاطر تحويل لبنان إلى “غزة أخرى”