الأخبار
أخر الأخبار

رئيسة تنزانيا تفوز بولاية رئاسية جديدة بأغلبية ساحقة

أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في تنزانيا، اليوم السبت، فوز الرئيسة الحالية سامية صولوحو حسن بولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات، وذلك بعد حصولها على نسبة ساحقة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 29 أكتوبر الماضي.

وتعد هذه أول ولاية رسمية لها عبر صناديق الاقتراع، بعد أن تولت الرئاسة لأول مرة في مارس 2021 إثر الوفاة المفاجئة لسلفها الرئيس جون ماغوفولي، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

النتائج الرسمية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية أكدت حصول الرئيسة سامية صولوحو حسن، مرشحة حزب “تشاما تشا مابيندوزي” (CCM) الحاكم، على نحو 98% من الأصوات، في عملية اقتراع بلغت نسبة المشاركة فيها 87%.

وقد جرت الانتخابات لاختيار رئيس للجمهورية وأعضاء الجمعية الوطنية في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. ويرى المراقبون أن هذا الفوز الساحق كان متوقعاً على نطاق واسع، نظراً للظروف التي أحاطت بالعملية الانتخابية.

شهدت فترة ما قبل الانتخابات ويوم الاقتراع نفسه أجواءً مشحونة وتوترات سياسية حادة، حيث اتسمت بحملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة والمنتقدين للحكومة، بحسب تقارير دولية وإقليمية.

وتم استبعاد أبرز مرشحي المعارضة من السباق الرئاسي، بما في ذلك حزب الديمقراطية والتقدم (تشاديما) الذي يُعد الحزب المعارض الرئيسي. فقد مُنع الحزب من المشاركة بعد رفضه التوقيع على مدونة سلوك انتخابية، كما وُجهت لزعيمه توندو ليسو تهمة الخيانة. وقد أدّت هذه الإجراءات إلى تصفية الساحة الانتخابية عملياً أمام الرئيسة حسن.

اندلعت احتجاجات واسعة وأعمال عنف في عدة مدن، خاصة في العاصمة الاقتصادية دار السلام ومدن أخرى مثل أروشا، تزامناً مع إجراء الانتخابات. وأفادت تقارير المعارضة بسقوط مئات الأشخاص جراء الاشتباكات، حيث استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بتمزيق لافتات الرئيسة حسن وإحراق بعض المباني الحكومية.

ونفت الحكومة التنزانية استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة، واصفة أعداد القتلى التي أعلنتها المعارضة بأنها “مبالغ فيها للغاية”. كما رافق الانتخابات انقطاع في خدمات الإنترنت في أنحاء البلاد، وفقاً لمجموعات مراقبة شبكة الإنترنت، مما زاد من صعوبة التواصل والتنسيق بين المتظاهرين.

تأتي هذه الولاية الجديدة بعد أن حظيت الرئيسة حسن في بداية عهدها، عقب وفاة ماغوفولي، بإشادات واسعة لتخفيفها القيود الصارمة التي فرضها سلفها، خاصة المتعلقة بجائحة “كوفيد-19″، وبدئها خطوات نحو انفتاح سياسي واقتصادي.

لكنها واجهت انتقادات لاحقة لشنها حملة قمع على منتقديها السياسيين والإعلاميين، مما يلقي بظلال من الجدل على شرعية فوزها الأخير وحجم التحديات التي ستواجهها في ولايتها القادمة في إدارة بلد ذي تاريخ سياسي مضطرب.

زر الذهاب إلى الأعلى