هددت كوريا الجنوبية، الأربعاء، بإمكانية توريد أسلحة إلى أوكرانيا، رداً على تقارير بشأن إرسال كوريا الشمالية جنوداً إلى روسيا، على الرغم من نفي موسكو وبيونج يانج، فيما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن ذلك يمثل “تصعيداً كبيراً”، بحسب “أسوشيتد برس”.
وقال مسؤول كبير في رئاسة كوريا الجنوبية، في إفادة صحفية، إن “الخطوات المحتملة تشمل خيارات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية، وقد تفكر كوريا الجنوبية في إرسال أسلحة دفاعية وهجومية إلى أوكرانيا”.
وأضاف المسؤول إن كوريا الشمالية “قد تحاول الحصول على تقنيات روسية عالية التقنية لإتقان صواريخها النووية”، مشيراً إلى أن المساعدة الروسية المحتملة لجهود كوريا الشمالية لتحديث أنظمة أسلحتها التقليدية القديمة والحصول على نظام مراقبة قائم على الفضاء تشكل “تهديداً أمنياً خطيراً”.
ويخشى المسؤولون الكوريون الجنوبيون من أن تكافئ روسيا كوريا الشمالية بتزويدها بتقنيات أسلحة متطورة يمكنها تعزيز برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية التي تستهدف كوريا الجنوبية.
خبراء من سول إلى بروكسل
ورداً على خطوة سول، قال أمين عام “الناتو” مارك روته، الثلاثاء، إن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول سيرسل خبراء إلى بروكسل قريباً، لاطلاع السفراء في التحالف العسكري المكون من 32 دولة على أدلة دعم سول لموسكو.
وقال روته: “سيحدث ذلك في أوائل الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سنرى ما إذا كانت كوريا الشمالية تدعم بالفعل أم لا، الحرب غير القانونية التي تشنها روسيا في أوكرانيا.. إذا كان الأمر كذلك، إذا أرسلوا قوات إلى أوكرانيا، فإن ذلك سيمثل تصعيداً كبيراً”.
ولم يؤكد الناتو والولايات المتحدة نشر قوات من كوريا الشمالية لدعم روسيا، إذ قال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود إنه إذا كان هذا صحيحاً، فإنه يمثل “تطوراً خطيراً ومثيراً للقلق للغاية”.
وكان جهاز المخابرات في كوريا الجنوبية قال، الأسبوع الماضي، إن كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي من القوات الخاصة إلى الشرق الأقصى الروسي للتدريب والتأقلم في قواعد عسكرية محلية، ومن المرجح نشرهم في أوكرانيا للقتال بالحرب.
استدعاء السفير الروسي
وإثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية السفير الروسي في سول، الاثنين، للاحتجاج على إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا لنشرها في أوكرانيا، وتعهدت برد دولي مشترك.
وقالت الوزارة، في بيان، إن كيم هونج كيون، النائب الأول لوزير الخارجية، استدعى السفير الروسي لدى سول جورجي زينوفييف، وطلب منه تحقيق الانسحاب الفوري لجنود كوريا الشمالية من بلاده.
وذكر كيم أن مشاركة قوات من كوريا الشمالية في الحرب بأوكرانيا تنتهك قرارات للأمم المتحدة وميثاق المنظمة، وتشكل تهديدات خطيرة لأمن كوريا الجنوبية ودول أخرى.
وكانت سول اتهمت كوريا الشمالية بإرسال أكثر من 13 ألف حاوية من المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى إلى روسيا منذ أغسطس 2023، لتجديد مخزوناتها المتضائلة من الأسلحة، وهو ما نفته كل من موسكو وبيونج يانج.
وفي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، رفض سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا تأكيد كوريا الجنوبية وكذلك المزاعم الغربية بأن إيران تزود روسيا بالصواريخ وأن الصين تزودها بمكونات الأسلحة.
وفي اجتماع منفصل للجنة الأمم المتحدة، قال دبلوماسي كوري شمالي إن وفده “لا يشعر بالحاجة إلى التعليق على إرسال القوات”، واصفاً إياها بأنها “شائعات لا أساس لها من الصحة تهدف إلى تشويه صورة الشمال وتقويض التعاون المشروع بين دولتين ذات سيادة”.
كما وصفت شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الثلاثاء، حكومتي كوريا الجنوبية وأوكرانيا بـ”المجنونتين” حيث انتقدتهما بشدة بسبب ما اعتبرته “تصريحات متهورة ضد دول تمتلك أسلحة نووية”.
وعززت كوريا الشمالية وروسيا تعاونهما بشكل حاد في العامين الماضيين، ففي يونيو، وقعتا على صفقة دفاعية رئيسية تتطلب من كلا البلدين استخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية، إذا تعرض أي منهما للهجوم.