رصاص في جولة الحثيلي

مقتل الضبيبي وزوجته يعري هشاشة الأمن في صنعاء
في مشهد صادم أعاد الرعب إلى شوارع العاصمة المختطفة صنعاء قُتل المواطن هشام حميد علي الضبيبي وزوجته مساء الأربعاء برصاص مسلحين في جولة الحثيلي بشارع خولان بينما نجا طفلاهما الصغيران بأعجوبة من موت محقق الجريمة التي وقعت في أحد أكثر شوارع المدينة حيوية لم تكن حادثة جنائية عابرة بل مؤشرًا جديدًا على واقع أمني مأزوم بات يهدد حياة المدنيين داخل منازلهم ووسائل تنقلهم
لحظة الرصاص
بحسب إفادة شرطة أمانة العاصمة أقدم شخصان كانا يستقلان سيارة نوع فور شنر على إطلاق النار المباشر على الضبيبي وزوجته أثناء مرورهما في الشارع ما أدى إلى وفاتهما على الفور فيما كان طفلاهما داخل المركبة في لحظة أعادت إلى الواجهة أسئلة موجعة حول معنى الأمان في مدينة تزدحم بالسلاح وتغيب عنها الرقابة الفعلية
قالت الشرطة إنها تلقت بلاغًا بالحادثة وتحركت إلى موقع الجريمة وتمكنت بالتعاون مع أمن محافظة صنعاء من ضبط المتهمين وهما محمد أحمد علي أحمد مجلي خمسة وعشرون عامًا وردمان علي أحمد أحمد مجلي سبعة وثلاثون عامًا وكلاهما من أهالي خولان مديرية جحانة مؤكدة أن التحقيقات جارية لكشف الدوافع واستكمال الإجراءات القانونية غير أن هذا الإعلان لم يخفف من قلق الشارع الذي اعتاد على قضايا تبدأ بالبيانات وتنتهي بالصمت
صدمة الشارع
يقول أحد سكان شارع خولان لموقع الوعل اليمني “إن ما حدث جعل الناس تشعر أن الرصاص قد يصيب أي شخص في أي لحظة مؤكدًا أن حمل السلاح أصبح أمرًا عاديًا وأن الخوف الحقيقي ليس من الجريمة نفسها بل من غياب المحاسبة ويضيف تاجر في المنطقة أن الشارع شهد حوادث إطلاق نار سابقة لم يُعرف مصير مرتكبيها ما جعل المواطنين يفقدون الثقة بأي حماية حقيقية
يرى الخبير الأمني علي كامل “أن جريمة شارع خولان تعكس تفككًا خطيرًا في بنية الأمن داخل مناطق سيطرة الحوثيين حيث تتعدد الجهات المسلحة وتغيب المرجعية الواحدة موضحًا أن ضبط الجناة لا يكفي إذا لم يُستكمل المسار القضائي بشفافية ويُعلن للرأي العام لأن الردع الحقيقي يبدأ من العدالة لا من الاعتقال المؤقت
صوت حقوقي
يؤكد الناشط الحقوقي محمد فاروق لموقع الوعل اليمني ” أن مقتل زوجين أمام أطفالهما يرقى إلى جريمة جسيمة تتجاوز بعدها الجنائي إلى انتهاك واضح للحق في الحياة مشيرًا إلى أن الإفلات من العقاب في قضايا مشابهة شجع على تصاعد العنف داخل المدن مطالبًا بفتح تحقيق مستقل وضمان عدم خضوع القضية لأي تسويات اجتماعية أو ضغوط أمنية
أثر نفسي
توضح أخصائية علم النفس الاجتماعي أمل القادري” أن الأطفال الذين يشهدون مقتل ذويهم يواجهون صدمات نفسية عميقة قد ترافقهم لسنوات طويلة خصوصًا في بيئة غير آمنة تفتقر إلى العدالة مشيرة إلى أن تكرار مشاهد العنف في الشارع اليمني خلق حالة من التطبيع مع الجريمة وهو أخطر ما يهدد المجتمع على المدى البعيد
سياق متكرر
يرى مراقبون أن جريمة جولة الحثيلي ليست معزولة بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من جرائم القتل العمد في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين حيث تداخل نفوذ المسلحين مع أجهزة الأمن وتحول السلاح إلى أداة لحسم الخلافات الشخصية في ظل غياب دولة القانون






