تقرير خاص
رمضان في اليمن هذا العام يأتي في ظل ظروف استثنائية، حيث تستمر الحرب وتتفاقم الأزمة الاقتصادية، ما يجعل الحياة اليومية تحديًا كبيرًا ومع ذلك، تظهر هذه العائلات مرونة وإصرارًا على الحفاظ على روح الشهر الكريم، رغم كل الصعوبات التي تواجهها.
في صنعاء ، التي تعاني من الغلاء وضعف ابسط الخدمات الأساسية، تعيش عائلة أحمد في منزل بسيط، ويجتمع افرادها رغم الظروف القاسية، كل يوم حول مائدة إفطار متواضعة، تتكون غالبًا من خبز وبعض البقوليات التي تمكنوا من تأمينها، أحمد، رب الأسرة، يقول: “نحن نعيش في خوف وقلق وجوع ولكن رمضان يجمعنا ويمنحنا قوة لمواصلة الحياة، حتى لو كانت الوجبة بسيطة، فإننا نشعر بالبركة عندما نجتمع معًا”.
هذه العائلة، مثل غيرها في صنعاء تعتمد على التكافل بين الجيران، حيث يتبادلون ما لديهم من طعام ومواد أساسية، مما يعكس روح التعاون التي يتميز بها هذا الشهر.
وفي صنعاء ايضا، تروي أم فاطمة قصة مختلفة ولكنها تحمل نفس الرسالة، ام فاطمة امرأة في الخمسينيات من عمرها تعيل أسرتها بمفردها بعد أن فقدت زوجها رغم أنها بالكاد تستطيع تأمين احتياجات أسرتها، الا نها تقوم كل يوم بإعداد وجبات إفطار إضافية لتوزيعها على جيرانها الأقل حظًا.
تقول أم فاطمة لموقع الوعل اليمني”رمضان يعلمنا العطاء، حتى لو كنا نحن أنفسنا في حاجة، عندما أرى ابتسامة على وجوه جيراني وأنا أقدم لهم وجبة صغيرة، أشعر أنني أغنى شخص في العالم”.
وفي صنعاء كذلك حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه والغذاء، تبرز قصة أخرى مؤثرة، محمد، شاب في العشرينيات من عمره، يعمل ساعيًا على دراجته الهوائية لتوصيل الطلبات رغم أن عمله شاق ولا يوفر دخلاً كافيًا، إلا أنه قرر هذا العام أن يخصص جزءًا من وقته خلال رمضان لتوزيع التمر والطعام مجانًا على العائلات الفقيرة في حيه، يقول محمد: “أعلم كيف يكون العطش خلال الصيام، خاصة عندما لا تجد قطرة ماء لتشربها، لذلك أردت أن أساعد الآخرين، حتى لو كان ذلك يعني أنني سأعمل ساعات إضافية لتعويض الدخل”. جهود محمد البسيطة أصبحت مصدر إلهام لأهالي الحي، الذين بدأوا بدورهم في تنظيم مبادرات مماثلة لتقديم المساعدة للمحتاجين.
الازمة الاقتصادية
وجعلت الأزمة الاقتصادية في اليمن من الصعب على الكثيرين تأمين أبسط الاحتياجات، مثل الطعام والماء، ومع ذلك، تعتمد العائلات على الموارد المتاحة بذكاء، مثل إعادة استخدام الأطعمة المتبقية والاعتماد على المنتجات المحلية التي تزرعها بنفسها في المناطق الريفية.
وبرغم هذه التحديات، يظل رمضان في اليمن شهرًا للروحانيات والتضامن. العائلات تجتمع للصلاة وقراءة القرآن، مما يوفر لهم العزاء في أوقات الشدة. المبادرات المجتمعية، مثل موائد الإفطار الجماعية التي تنظمها المنظمات المحلية واهل الخير تساعد في تخفيف العبء عن الأسر الأكثر احتياجًا، هذه الجهود سواء كانت فردية أو جماعية، تعكس قوة المجتمع اليمني وإصراره على الحفاظ على تقاليد رمضان.