تقارير

رمضان والمرأة: صعوبة العمل وروحانية الصيام

تقرير خاص

رمضان في صنعاء تمتزج الروحانيات فيه بالتحديات اليومية خاصة بالنسبة للنساء العاملات اللواتي يحاولن الموازنة بين متطلبات العمل وعبادة الصيام في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، ولدى الكثير منهن قصص واقعية تعكس صبرهن وقوتهن

لن اكون عالة

تبدا “فاطمة” العاملة في مصنع حكومي، يومها قبل الفجر لتجهيز وجبة السحور لعائلتها وبعد السحور والصلاة تتوجه إلى المصنع حيث تقضي يومها في العمل حتى الثانية ظهرا، تقول فاطمة :” الصيام في رمضان مع العمل مرهق خاصة مع دوي الالات وعدم وجود مكيفات في المصنع، لكنني أجد قوتي في ابتسامات اكفالي عندما اعود اليهم، وابي وامي ودعواتهم لي” .

بالمثل، تقف أمينة -أم لثلاثة أطفال- في سوق شعبي لبيع الخضار والفواكه، تقول لموقع الوعل اليمني” رمضان هو أكثر الشهور ازدحامًا في السوق والناس يحتاجون إلى شراء مستلزمات الإفطار أعمل من الصباح حتى قبيل المغرب وأحيانًا أشعر بالإرهاق لكنني أعلم أن هذا عملي وأنا فخورة بأنني أساهم في إعالة أسرتي ولا اريد ان اصبح عالة على احد، والتعب منسي كما قال المثل”.

افطر في العمل

وتواجه سارة، وهي طبيبة شابة تعمل في مستشفى حكومي، تحديات كبيرة خلال رمضان حيث لا يتوقف العمل خاصة حين تزداد حالات التسمم والإرهاق بسبب الصيام، تقول سارة :” الحمد لله أحاول أن أوازن بين عملي وعبادتي وأحيانًا أفطر في العمل إذا اضطررت لإنقاذ حياة مريض”.

كذلك “خديجة” التي تعمل خياطة في معمل متواضع، وفي رمضان تزداد طلبات الخياطة خاصة مع اقتراب العيد، تقول خديجة :” أعمل لساعات طويلة احيانا ثمان ساعات وأحيانًا لا أجد وقتًا للراحة، هذا هو عملي فانا مسؤولة عن اربعة اولاد اريد ان اصرف عليهم، وانا راضية بما كتب الله لي”

بينما تعمل “عائشة” متطوعة في جمعية خيرية تقوم بتوزيع المساعدات الغذائية على الأسر الفقيرة، تقول عائشة :” نحن في شهر العطاء وعلينا بذل اقصى مجهود لننشر العطاء وأرى الفرحة على وجوه الأسر التي نساعدها رغم التعب الذي أشعر به بعد يوم طويل من العمل”.

تحديات مشتركة

في السياق تقول الدكتورة “قائمة فراص” ان النساء العاملات يواجهن خلال رمضان تحديات مشتركة مثل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تجعل تحضير وجبات الإفطار والسحور “تحديًا كبيرًا” بالإضافة إلى الأعباء المنزلية التي تزداد في رمضان حيث تتحمل النساء مسؤولية إدارة المنزل وتحضير الوجبات إلى جانب عملهن خارج المنزل”

وتضيف فراص :” لذلك تعتمد النساء العاملات على عدة طرق لتحقيق التوازن بين العمل والصيام منها التخطيط المسبق لوجبات الإفطار والسحور والتعاون الأسري حيث يتعاون الأزواج والأبناء في الأعمال المنزلية لتخفيف العبء عن المرأة كما يستفدن من فترات الراحة في العمل لأداء العبادات أو الراحة قليلاً بالإضافة إلى الدعم المعنوي من العائلة والأصدقاء الذي يلعب دورًا كبيرًا في مساعدتهن على تحمل التحديات”.

ويعتبر الكثيرون ان المرأة العاملة هي مثال على القوة والصبر وءلك لانها رغم التحديات الكبيرة تواصل العمل والعبادة بكل إصرار مما يجعلها- في نظرهم- رمزًا للتضحية والإرادة.

زر الذهاب إلى الأعلى