القوات البحرية المشتركة تضبط مخدرات بقيمة “مليار دولار”.. ما علاقة الحوثي بها؟

نفذت القوات البحرية المشتركة (CTF150)، بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة البحرية الباكستانية، عملية نوعية في البحر العربي قبالة السواحل الجنوبية لليمن، أسفرت عن ضبط شحنتين ضخمتين من المواد المخدرة، تُقدّر قيمتهما الإجمالية بأكثر من 972 مليون دولار، في واحدة من أكبر الضربات الأمنية ضد شبكات التهريب في المنطقة.

العملية التي حملت اسم “المصمك”، نُفذت خلال 48 ساعة فقط، وتمكنت خلالها السفينة الحربية الباكستانية PNS Yarmook من اعتراض قاربين شراعيين مجهولي الهوية، وضبط أكثر من 2.5 طن من مادتي الميثامفيتامين والكوكايين، وفقاً لما أعلنه العميد بحري فهد الجعيد، قائد العملية.

وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التقارير الاستخباراتية والأمنية حول نشاطات تهريب ممنهجة عبر السواحل اليمنية، خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، التي تُتهم دولياً باستخدام تجارة المخدرات كمصدر تمويل رئيسي لعملياتها العسكرية والسياسية.

تشير تقارير متعددة إلى أن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، ضالعة في إدارة شبكات تهريب المخدرات، مستفيدة من الفوضى الأمنية في مناطق سيطرتها، حيث يُعتقد أن معامل إنتاج المخدرات قد نُقلت من سوريا إلى اليمن خلال السنوات الأخيرة، في إطار شبكة إقليمية عابرة للحدود.

وتُعد هذه التجارة جزءاً من ما يُعرف بـ”اقتصاد الظل” الذي تعتمد عليه الجماعة، إلى جانب الجبايات والتهريب، حيث تُقدّر أرباح الحوثيين من تجارة المخدرات بما يتراوح بين مليار إلى مليار ونصف دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات أمنية وتقارير دولية.

وتعكس عملية “المصمك” تحولاً نوعياً في جهود مكافحة التهريب البحري، وتؤكد أهمية التنسيق الدولي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، لا سيما تلك التي ترتبط بجماعات مسلحة تستخدم المخدرات كأداة تمويل وتخريب.