مقالات
أخر الأخبار

سوريا ما بعد ذبح غزة وموقف تركيا الجديد

مهنا الحبيل

دعوة قلب وقراءة عقل من محب #مهنا_الحبيل

نداء إلى كل الأخوة في الفعاليات الوطنية ل #الثورة_السورية
أكتبُ عن ثورتنا العظيمة منذ اسبوعها الأول حين حلقت مبادئها في ضميرنا وغنّى وجداننا لها وأقسم الحبر في سبيلها وصلينا لله في قداس شهدائها ولا نزال ..
كانت معي بل كنتُ معها في كل موقع خاض فيه الفكر والتحليل السياسي تحريره من قبل المهجر ومن بعده ..
وقفتُ مبكراً على خط الانحراف الذين تعرفون جميعاً سره في أصدقاء الثورة قبل أعدائها
ومنذ أكثر من 5 سنوات جزمت بأن هيكلها الحالي في دور التصفية
ولذلك أمّلت وناديت للتهيئة لخطة إنقاذ..

اليوم بعد حديث الرئيس أردوغان عن حتمية عودة العلاقات مع النظام الإرهابي يجب التعامل الفوري معه برؤية عقلية دقيقة
وكنت قد توقعت ذلك في 2017.
ويعرف الجميع موقفي من نقد تركيا ودورها السلبي الخطير الذي تغير خطه مبكرا عن موقفه عند اندلاع الثورة ..
ما أرجوه من هذه الفعاليات وخاصة القادرة على استقلال موقفها عن الشعبوية المخادعة وعن الارتهان الكلي للرعاة.
هو فهم الواقع جيداً ومآل التغيرات الكبرى وخاصة بعد إنهاء ذبح غزة
والتقدم بورقة شراكة مع أنقرة وغيرها في المنظومة الدولية والإقليمية يعدها مؤتمر قومي تشارك فيه فعاليات الثورة أو تختار ممثلين لها.
وركائز مشروع الإنقاذ يقوم على ثنائيتين لا ثالث لهما مذكرا بأن وضع الشمال السوري كما أكدت دوماً مؤقت فمهمة الجماعات والشخصيات ذات العلاقة انتهت كما انتهى دور غيرها من قبل.

ولذلك فالثنائية هي:
1/ ضمان أكبر مساحة تأمين ورقابة مشددة على مناطق الشمال في الفترة الانتقالية للتسوية بين النظام وتركيا وبقية الأطراف، لتأمين أهلنا في كل المناطق ذات العلاقة، ودور موسكو هنا مهم جدا في استغلال موقعهم لرؤيتهم لما بعد الحرب.
ولا يعني ذلك قطع التواصل مع أيا من المنظومات الدولية.
المهم أن لا يُلقى الشمال في محرقة الفراغ التي لن يهتم لها أيا من أطراف اللعبة كما لم يهتمون بدماء غزة.

2/ من ثلاث مسارات
اولاً: انتزاع اكبر مساحة شراكة في الحكومة الانتقالية (المزعومة) مع نظام الأسد وقلت أنها مزعومة لأن شراكة المعارضة فيها ستكون باهتة
لكن القصد هو أن تحشد كل آلية ممكنة لسلامة الناس في بنود الاتفاق.
الذي يحتاج لدعم شعبي وقوة سياسية تفاوضية ذكية يجد فيها الرعاة الأتراك والروس مساحة تقاطع في مصالحهم مع مصالح أمن شعبنا وتأمين عودة اللاجئين الاضطرارية (لمن يضطر الى العودة).

والشق الثاني:
إطلاق مرحلة التأهيل الجديدة لفكر الثورة التي تقوم على الكفاح المدني
والذي سيتعرض لتضحيات وآلام ولكنها منضبطة لا تدفع لمذابح ولا لتهجير ولا تندفع لسلاح يسهل توظيفه.
وهذا يجب أن يأخذ فترته الزمنية في الأعداد والتأهيل وتجاوز الانقسام الديني المدني أو ضبط الصراع فيه.
علما أنني أرى هذه الحالة والمرحلة ذات خطر اكبر على النظام الإرهابي اكثر مما يتصور البعض.
اشدد هنا على ضبط مساحة الحراك المدني بما يسمح له بالحفاظ على استقلاله حين يخوض تقاطعاته الصعبة.

أما الثالث:
فهو تفعيل هذا الحضور الضخم للشعب السوري في المهجر ونجاحات افراده
والعمل على تنظيم المؤتمر القومي الشامل لسوريا الجديدة في المهجر
وبرنامجه السنوي وفروعه
والذي سيجد مساحة ممتازة من الشباب والشابات ليكون دافعا لمرحلة انتقالية سياسية يخوضها الشعب السوري وجسرا بين المنافي والداخل.
بعد أن تنتهي المرحلة الإنتقالية ل #سوتشي وبقية الأطراف.
وآمل أن تنجح جهود المؤتمر في تحييد التلاعب بمناطق الأخوة الأكراد في #سوريا تضمن روح المواطنة الواحدة وتنفذ الجميع عربا وكردا من لعبة الأمم الكبرى.
ومن مواسم الاستغلال الشرسة التي تستثمر في هذا الملف من كل الأطراف.
هذا المقترح يهدف إلى خلق مرحلة عملية في التفكير تُخرج الثورة من سياق الاستغلال الشامل ووضعها في مربع السلبية المطلق تنتظر كل جولة للآخرين فتكون الخاسر الأكبر.
إلى آفاق استعداد مبكر تأخر كثيراً للزمن القادم وتحدياته
وبالطبع هي ورقة معرضة للنقد والاختلاف
ولكن المهم أن يتم بعث التفكير العملي الجديد
للمستقبل وخاصة لما بعد إبادة #غزة
اللهم هيء لأهلنا في الشام الكبرى مخرج رشد واحمهم واجيالهم واكفهم شر القوم الظالمين.

المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى