أحمد جودة
قرر شابٌ إسرائيلي يدعى بن أراد الذهاب إلى السجن بدلا من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش، احتجاجا على ما يحدث في قطاع غزة.
وظهر أراد في مقطع فيديو على منصة “إكس” (“تويتر” سابقا) أول أمس الاثنين (الأول من أبريل/نيسان) قبل مثوله أمام قاض عسكري والحكم عليه بالسجن 20 يوما، قائلا: “تأثرت جدا بمجزرة الطحين في غزة. رؤية الناس وهم يدوسون بعضهم البعض للحصول على الطعام شيء يجعل إنكار وجود مجاعة أمر صعب لا يستطيع أحد فعله”.
وكشف الشاب انضمامه إلى الرافضين لأداء للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد نظام التجنيد الإجباري، والذين يُطلق عليهم اسم “ريبوزنيك”.
وفي 23 مارس/آذار الماضي شارك بن أراد في مظاهرة مناهضة للحكومة في تل أبيب، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر منصة “إكس”.
وأوضح الشباب رفضه التجنيد بالقول إنه “يعارض المشاركة في حرب ستقود الشرق الأوسط بأكمله إلى حرب إقليمية. القتل غير المسبوق للأشخاص غير المتورطين في غزة، والجوع، والأمراض، وتدمير الأرض والممتلكات، وجرائم المستوطنين في المناطق، كل ذلك يصب الزيت على نار الكراهية والإرهاب لدى حماس وأنصارها… القتال لن يعيد المختطفين. لن يحيي الموتى. لن يحرر سكان غزة من سيطرة حماس، وهذا لن يحقق السلام” حسب تعبيره.
وأضاف أن إسرائيل “تشن حملة قتل غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله وليست حماس فحسب”.
وقال الشاب البالغ من العمر 18 عاما في مقابلة تلفزيونية: “لم أكن أشعر بأني شخص ملائم لأداء الخدمة العسكرية حتى قبل الحرب، ولم أشارك في الكثير من المظاهرات كما لم أكن ناشطا اجتماعيا، لكن منذ بداية الحرب شعرت بواجب البدء بالتمثيل، وأنني مدين لنفسي وللعالم”.
وأضاف: “نشأت على التفكير النقدي والتساؤل حول كل شيء، سلكت طريقا مختلفا إلى حد ما عن اليساري الإسرائيلي العادي”.
وتابع: “أفكر في الأمور العالمية مثل الرأسمالية والاستعمار. لقد انزعجت منذ صغري من مسائل الاحتباس الحراري والبيئة. قادني هذا الخط من التفكير إلى أيديولوجية مناهضة للرأسمالية، ومن هنا جئت إلى مناهضة الاستعمار ومن هناك للنضال ضد الاحتلال والقضية الإسرائيلية الفلسطينية”.
بن أراد.. ثالث إسرائيلي يرفض الخدمة في الجيش
وبن أراد هو الشاب الثالث الذي يعلن رفضه الخدمة في الجيش منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ رفض قبله كلٌ من تال ميتنيك -الذي قضى حتى الآن 105 أيام في السجن- وصوفيا أور التي قضت حتى الآن 40 يوما في السجن- الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وكان تال ميتنيك (18 عاما) أعلن في ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه رغم الوضع المخيف والهجوم على حركة السلام والمتظاهرين، فإن “هذا هو الوقت المناسب لإظهار الجانب الآخر، وإظهار أننا موجودون”.
وقال في تصريحات صحفية قبل دخوله السجن: “رفضي هو محاولة للتأثير على المجتمع الإسرائيلي، والهدف منه تجنب المشاركة في الاحتلال والمذبحة التي تحدث في غزة. لا أوافق على أن يُقتل الناس باسمي. إنني أعبر عن تضامني مع الأبرياء في غزة. أعلم أنهم يريدون أن يعيشوا، ولا يستحقون أن يكونوا لاجئين للمرة الثانية في حياتهم”.
وفي خطاب الرفض، قال ميتنيك: “لا يوجد حل عسكري لمشكلة سياسية. أنا أرفض التجنيد في جيش يعتقد أنه يمكن تجاهل المشكلة الحقيقية، في ظل حكومة تواصل فقط الفجيعة والألم”.
وأضاف: “التغيير لا يأتي من السياسيين الفاسدين. العنف الذي يستخدمه الجيش ويستخدمه على مر السنين لا يحمينا. دائرة الدم هي بالفعل دائرة عنف الجيش، كأي جيش، ينتج المزيد من الدماء، وعمليا ليس أكثر من جيش صيانة الاحتلال ومصنع الاستيطان، وفي لحظة الحقيقة يتخلى عن سكان الجنوب والوطن كله”.
أما صوفيا أور (18 عاما)، فأعلنت في فبراير/شباط الماضي رفضها الانضمام إلى الجيش والذهاب إلى السجن العسكري.
وقالت الفتاة في تصريحات صحفية: “أنا أرفض المشاركة في سياسة القمع والعنف والفصل العنصري التي فرضتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وخاصة الآن في الحرب”.
وأضافت: “إنني أكافح من أجل إيصال رسالة مفادها أنه لا يوجد حل عسكري لمشكلة سياسية، وهذا واضح اليوم أكثر من أي وقت مضى. أريد أن أكون جزءا من الحل، وليس المشكلة”.
وتشرح صوفيا: “كلما كبرت، تعلمت أكثر، ولم يغير يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول أي شيء. كان ينبغي لنا أن نتوقع ذلك لأنه عندما تمارس عنفا شديدا ضد الناس، فإن ذلك يعود إليك كالارتداد وهذا أمر لا مفر منه”.
وأضافت: “لقد أكدت لي الحرب أنني اتخذت القرار الصحيح. منذ بداية الحرب، جعلنا العنف الرهيب الذي تعرض له سكان غزة والدمار أكثر يقينا من ذي قبل. يجب أن أقاوم دورة الدم هذه، وإلا فإن العملية لن تنتهي أبدا”.
ورفضت صوفيا طرقا للتهرب من الخدمة بالجيش مثل الإعفاء الطبي وغيرها، قائلة: “اخترت أن أكون واحدة من الأشخاص القلائل الذين يستند قرارهم إلى دوافع سياسية وأن أعمل على نشر المعارضة علنا وإعلام أكبر عدد ممكن من الناس”.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + مواقع التواصل الاجتماعي