Blogالأخبارتقارير

صفقة مشبوهة بين السعودية والحوثيين .. ما الثمن الذي سيدفعه اليمنيون ؟

عبّرت مليشيا الحوثي عن سرورها بما نقله وفدها التفاوضي بشأن نقاشاته مع الجانب السعودي في الرياض، حيث قال القيادي في المليشيا، مهدي المشاط، في خطاب عشيّة الذكرى التاسعة لاجتياح الجماعة العاصمة صنعاء، إن ما نقله الوفد التفاوضي عن القيادة السعودية من الناحية النظرية هي رسائل وتأكيدات إيجابية وموضع ترحيب مشروط بسرعة العمل على تنفيذها.

القيادي المشاط أكد أن جماعته جاهزة لمعالجة أي مخاوف لدى السعودية، بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف جماعته، فهل يؤكد خطاب مليشيا الحوثي التوصل لاتفاق فعلا مع السعودية؟

  • استياء حكومي

يقول المحلل السياسي، الدكتور عبدالوهاب العوج: “إن عودة وفد مليشيا الحوثي من الرياض دون الإفصاح عمّا تم، وما تناولته تلك المباحثات السرية التي قد مرت منذ ظهران الجنوب ولقاءات عمّان ثم لقاءات السفير آل جابر في صنعاء، وصولا إلى لقاءات الوفد الحوثي بالقيادة السعودية في الرياض تشير إلى عدم الوصول إلى اتفاقات حقيقية، وإنما كلها تدور حول آليات العمل”.

وأضاف: “مليشيا الحوثي تركز على الوصول إلى مكاسب ومغانم، من خلال حصولها على المرتبات، وتدعي أنها تطالب بتعويضات لإعادة إعمار اليمن، لكنها أيضا لا تصرح في بيان رسمي”.

وأوضح: “مقابلة رئيس وفد مليشيا الحوثي، لصحيفة الشرق الأوسط، كلها عبارة عن تصريحات دبلوماسية لا تنبئ عن شيء، مما يدل على أن المليشيا حينما تعلن للجمهور اليمني تعلن العنتريات والكلام الكبير، وتمنّ على اليمنيين بالمرتب، الذي هو حق مكفول، خصوصا وأنها تحصل على عشرات التريليونات من موارد كثيرة؛ أهمها موارد ميناء الحديدة والاتصالات والجمارك”.
وتابع: “هناك 11 جمركا وضعتهم مليشيا الحوثي بين المحافظات المحررة والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها”.
وزاد: “كان الأولى بوفد مليشيا الحوثي أن يعلن تصريحات حول التفاهمات، وإلى أي نقاط تم التوصل، لكن -للأسف الشديد- أن المليشيا حتى اللحظة لم تعلن قبولها بالسلام أو بالتسوية، أو حتى بالطرف الآخر والأطراف اليمنية”.

واستطرد: “الحل في اليمن يجب أن يعتمد على المرجعيات الثلاث، كما أكدت كلمة الرئيس العليمي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في اليمن، دون الرضوخ للقرارات الدولية والمرجعيات التي تحكم العالم اليوم”.

ولفت إلى أن “هناك استياء من قِبل المجلس الرئاسي، والتشكيلات المختلفة، سواء في المجلس الانتقالي أو في الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية، أو مجلس حضرموت الوطني، من أن تتم التفاهمات بين مليشيا انقلابية والسعودية، التي تريد الخروج من الحرب في اليمن؛ لتجعل الأمر وكأنها وسيط، وهي التي جاءت بعاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الشرعية”.

وأكد أن “كل الأحزاب السياسية في اليمن، والنخب اليمنية، مقتنعة اقتناعا كاملا بأنه لا يمكن بناء سلام مع مليشيا الحوثي، من خلال ما حدث في حروب صعدة الست، والاتفاقات التي كانت تتم”.

  • محاور واضحة

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي طالب الحسني إنه، حتى الآن، تم نقل ما تم نقاشه في السعودية، وتم طرحه على المشاط، وعبدالملك بدر الدين الحوثي، وأشار المشاط في تصريحه إلى أن ما طرح عليه كان إيجابيا.

وأضاف: “محاور النقاشات واضحة تماما، وتقتصر على فتح مطار صنعاء، وموانئ الحديدة، ودفع عائدات النفط والغاز، لتسليم رواتب الموظفين، وهناك نقاش حول جدولة معينة للانسحابات من اليمن”.

وأوضح: “هناك تحسن وتطور فيما يتعلق بدفع رواتب الموظفين، بمعنى أن هناك اتفاقا على إعادة تصدير النفط مقابل تسليم رواتب الموظفين، وفق كشوفات 2014م”.

وتابع: “هناك خلافات حول العملة التي يمكن أن يتم اعتمادها، لأن هناك رفضا من قبل صنعاء (الحوثيين)، لأن يتم اعتماد أي عملة طبعت بإشراف حكومة عبدربه سابقا أو العليمي مؤخرا، وأن تدفع العائدات إلى البنك بالعملة الصعبة (دولار)، حتى يكون هناك تصرف حقيقي، وحتى لا يكون هناك معالجة لانهيار العملة في عدن”.

واستطرد: “هناك اتفاق على استيعاب العملة الجديدة، التي طُبعت، وتوحيد العُملة، هو كما يمكن أن يكون هناك توحيد للبنك، لكن عائدات النفط والغاز يجب أن تورَّد بالعملة الصعبة، حتى تتمكَّن جماعة الحوثي من صرف رواتب الموظّفين في المحافظات التي تحت سيطرتها، بنسبة 80% من هذه الموارد، لأن 80% من الموظفين في مناطق سيطرتها”.

وأشار إلى أن “هناك نقاط خلافية فيما يتعلق بمسألة أن السعودية لا تزال تريد أن يكون هناك نوع من المفاوضات اليمنية – اليمنية، قبل أن يكون هناك تسوية شاملة معها، تتضمن هذه التسوية إعادة الإعمار وتعويض الأضرار، وانسحاب القوات الأجنبية من اليمن، وهذا ما ترفضه صنعاء (مليشيا الحوثي)”.

مخاوف على حدودها

ونظرًا لحدودها المشتركة مع اليمن التي يبلغ طولها 288 كيلومترًا، “تخشى عمان عودة ظهور الفصائل المتطرفة في اليمن بسبب فراغ السلطة الناجم عن استمرار عدم الاستقرار”، كما يشير الباحث العماني عبد الله باعبود، فضلاً عن “التدخل الأجنبي المتزايد في المهرة”.

نقلا عن بلقيس نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى