
جاكرتا تغرق بالتدريج تحت مياه المحيط، المياه تتقدم سنويا بين 1 و25 سم على حساب المدينة الضخمة المكتظة بعشر ملايين ساكن، والتي تمثل العاصمة الإدارية والسياسية لإندونيسيا، والتي تتحمل ضغطا سكانيا وخدميا هائلا.

المشكلة ظهرت منذ سنين طويلة، وكانت دائما قيد التأجيل. لكن الرئيس الإندونيسي الجديد أراد مواجهة المشكلة، وكانت الخيارات محدودة: إما تنفيذ مشاريع عملاقة لحماية المدينة، والمنشآت الحكومية من الفيضانات؛ أو تغيير العاصمة. فكان القرار بنقل العاصمة إلى مقاطعة كاليمانتان الشرقية، والواقعة في وسط أرخبيل أندونيسيا، مما يخفف الضغط على جزيرة جافا والعاصمة الحالية، حيث يقيم غالبية سكانية، ويتركز 60 بالمئة من الحركة الاقتصادية في البلاد.
لماذا تغرق جاكرتا؟
السبب الأساسي هو مياه الشرب!
لا تمتلك جاكرنا شبكة نقل مياه تستطيع تزويد المياه الصالحة للشرب سوى لحوالي 40 بالمئة من السكان، بالرغم من مرور 13نهرا حول ومن خلال المدينة، إلا أن مياههم مثقلة بالنفايات والأوساخ؛ فلجأ غالبية السكان والمنشآت الخدمية والصناعية المياه الباطنية بمضخات محلية تشمل معظم الأبنية والمنازل والمنشآت.
هذا السحب الهائل للمياه الجوفية العميقة أدى مع الزمن الطويل إلى انخفاض سطح الأرض بالتدريج، مما أدى لبدء زحف المياه على المدينة، بل إن مساحة كبيرة من القسم الشمالي من المدينة غارقة الآن تحت المياه.
طرح البعض فرض قانون يقضي بإعادة ضخ المياه المستعملة إلى الأرض عبر أنابيب بقطر 10 سم وعمق 100 سم تحت الأرض، لكن الخبراء الجيولوجيون قالوا إن ذلك لن يحل المشكلة لأن المياه المستخرجة هي مياه تقع على عمق 100 متر، كما أن إعادة ضخ المياه، مثلما فعلت اليابان في عدة مدن، مشروع مكلف جدا مقارنة بالحلول الأخرى.
لجأت الحكومة سابقا إلى بناء حائط صد مياه ضخم على حدود المدينة الساحلية، لكن بعد تنفيذ جزء كبير منه تبين أنه لا يمكن أن يعطي المدينة أكثر من عشر سنوات إضافية. فالمدينة ضمن الوضع الحالي مرجح أن تغرق تحت المياه مع العام 2050.

تكاليف بناء عاصمة جديدة
يتوقع أن تصل تكلفة بناء عاصمة جديدة إلى 30 مليار دولار، وأن يستغرق العمل في بنائها حوالي 10 سنوات. كما أن نقل الجهاز الحكومي الذي يعني انتقال حوالي 1.5 مليون موظف سيستغرق زمنا وجهودا كبيرة؛ تقدر تكلفة عملية النقل بحوالي 10 مليارات دولار.