مقالات
أخر الأخبار

عام جديد

أنور بن قاسم الخضري

بالمقياس الطبيعي الفلكي أتمت الأرض دورة كاملة حول الشمس، وهو ما ينتج عنه الفصول الأربعة، في حين ينتج عن دورانها حول نفسها مقابل الشمس الليل والنهار، وينتج عن دوران القمر حولها منازل القمر الشهرية، وهذا يمنحنا التأمل في عجلة الحياة وأنها دورات مكتملة، على مستوى الفرد والأسرة والشعوب والدول. فهناك نقطة مركزية تشكل محور الدوران وعليها تتحدد حالة الأطراف.

لا أريد أن أتفلسف كثيرا، ولكن الحقيقة أننا عجلات تسير على خط الزمان نزولا وصعودا، نكابد المتاعب والآلام حينا ثم تغمرنا النعم والأفراح، يتعكر مزاجنا لمشاكل تضيق بنا ثم تنفرج أسارير وجهنا مع إقبال الحلول، يدور الدم في أجسادنا ذهابا وإيابا، ويتردد الهواء بين ضلوعنا جيئة وذهابا في دورة من الشهيق والزفير لإبدال غاز بغاز، وتمضي الحياة بتقلباتها ونحن نسير من عدم إلى فناء، في محطات تبدأ من ظلمة الرحم لتنتهي بظلمة القبر، ومن ضعف الطفولة إلى ضعف الشيخوخة، ومن عري الميلاد إلى عري المغادرة!

المنطق هنا يقول إن هذه الصيرورة والسيرورة لا يتخلف عنها أحد، وأن إيقاعاتها وحركتها في اتساق وتناغم تام، وأن تعاقب الليل والنهار خلال اليوم هي الخطوة لتعاقب منازل القمر وتعاقب الفصول!
شئنا أم أبينا سنعبر الحياة كعجلة تصادف كل تضاريس الأرض الصلبة والمرنة، والرطبة والجافة، بكل تعرجاتها، مهما أردناها حياة خالية من المنغصات مفعمة بالراحة فهذا خلاف طبيعة الأشياء.
مضى عام بشتائه وربيعه وخريفه وصيفه لنستقبل عاما مثله، فاللهم إنا نسألك خير هذا العام.. فتحه ونصره وبركته وهداه.
دمتم بخير

زر الذهاب إلى الأعلى