أدت الفيضانات والانهيارات الأرضية المدمرة إلى ضرب مناطق واسعة في جنوب شرق آسيا، وتحديداً في إندونيسيا وتايلاند، مخلفةً وراءها عشرات القتلى والمفقودين وأضراراً بالغة في البنية التحتية. وتشهد المنطقة حالياً موسم أمطار غزيرة غير مسبوقة تفاقمت بفعل الظواهر المناخية التي أثرت على جهود الإنقاذ والإغاثة.
في إندونيسيا، تعرضت جزيرة سومطرة لأعنف تأثيرات؛ حيث شهدت مقاطعة آتشيه الواقعة في أقصى الشمال فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق. وقد أكدت السلطات الإندونيسية ارتفاع عدد الضحايا، حيث أسفرت الكوارث عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة العشرات.
كما أفادت تقارير محلية عن وجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض، ما زالت فرق الإنقاذ تبحث عنهم، وتتركز الجهود على المناطق الجبلية والمنحدرات التي تعرضت لجرف التربة بشكل عنيف. وأدى الانهيار الأرضي في قرية بيدونغ، على سبيل المثال، إلى تدمير مساحات شاسعة من المنازل وتشريد مئات العائلات التي تم نقلها إلى مراكز إيواء مؤقتة.
تسبب الطقس السيئ المستمر في تعقيد عمليات الإغاثة في آتشيه، حيث قطعت الفيضانات الطرق الرئيسية والجسور، ما صعّب وصول المساعدات الضرورية والفرق الطبية إلى المناطق النائية. وتشمل الأضرار أيضاً انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات في العديد من القرى.
وقد أعلنت الحكومة المحلية حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، داعيةً الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث (BNPB) إلى تقديم الدعم الفوري لجهود الإنقاذ وتوفير الإمدادات الأساسية كالغذاء والمياه النظيفة والاحتياجات الطبية للمتضررين. ويشكل خطر الأوبئة تحدياً إضافياً في ظل تلوث مصادر المياه.
وفي جنوب تايلاند، تصاعدت حصيلة ضحايا الفيضانات التي بدأت الأسبوع الماضي، لتصل إلى 33 قتيلاً مؤكداً، بحسب آخر البيانات الصادرة عن السلطات التايلاندية. وتضررت مقاطعات عديدة أبرزها ناراثيوات وسونغكلا ويالا وباتاني. وقد شهدت هذه المقاطعات، التي تعد من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ارتفاعاً غير مسبوق في منسوب الأنهار والمياه التي اجتاحت المدن والقرى بشكل مفاجئ.
تعهدت الحكومة التايلاندية بتقديم تعويضات عاجلة لعائلات الضحايا ودعم جهود إعادة الإعمار. وعلى الرغم من تراجع منسوب المياه في بعض المناطق، إلا أن السلطات حذرت من استمرار هطول الأمطار في الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى موجة فيضانات جديدة.
وتعمل القوات المسلحة التايلاندية، بالتعاون مع فرق الإغاثة المدنية، على إجلاء العالقين وإيصال المساعدات عبر القوارب والمروحيات إلى المناطق التي عزلتها المياه بالكامل. كما تم إنشاء مئات الملاجئ المؤقتة لاستيعاب آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم أو باتت غير صالحة للسكن. وتم الإشارة إلى أن شدة هذه الفيضانات تعود جزئياً إلى التأثيرات المناخية المتغيرة التي تزيد من حدة وتكرار الظواهر الجوية القاسية في المنطقة.

صوت أبو عبيدة يخترق شاشات محطات الحافلات في إسرائيل ويثير الذعر
إسرائيل تنفذ إعدامًا ميدانيًا لشابين في جنين وتصعد عدوانها على طوباس
الحكم بالسجن 21 عامًا على رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة
44 قتيلًا و279 مفقودًا جراء حريق التهم مجمعًا سكنيًا في هونغ كونغ