أثار البيان الصادر عن وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، الذي زعم ضبط “شبكة تجسس” مرتبطة بأجهزة استخبارات أمريكية وإسرائيلية وسعودية، موجة من الانتقادات والتشكيك في الأوساط اليمنية، حيث اعتبره صحفيون وباحثون محاولة دعائية لتضليل الداخل وتصعيد الخطاب ضد الخارج.
البيان، الذي وصف العملية بأنها “إنجاز أمني نوعي”، أشار إلى أن الشبكة كانت ترصد قيادات الجماعة ومواقعها العسكرية، وتعمل لصالح غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية. لكن محللين يمنيين رأوا أن هذه الرواية تفتقر إلى المصداقية، وتعيد إنتاج سرديات سابقة استخدمتها الجماعة منذ عام 2020.
الكاتب الصحفي هزاع البيل وصف البيان بأنه “صناعة بطولات وهمية”، مشيرًا إلى أن القضية لا تتعدى أربعة أشخاص وفتاة، تم تلفيق التهم لهم زورًا. واعتبر أن توقيت نشر البيان، وظهور علي حسين الحوثي لإلقائه، يعكس محاولة لتلميع رموز الجماعة وإضفاء رمزية على حدث هش.
من جهته، رأى الصحفي فارس الحميري أن الاعترافات المصورة التي رافقت البيان كانت سطحية وساذجة، وتضمنت إشارات إلى أدوات مثل “الريموت” و”خلاط القهوة”، ما يثير شكوكًا حول واقعية الاتهامات. كما أشار إلى تكرار أسماء وهمية في التسجيلات، ما يعكس ضعف الإعداد والإخراج.
أما الباحث عدنان الجبرني، فاعتبر أن البيان نسخة مكررة من بيانات سابقة، مع تغيير في الأسماء والوجوه، واصفًا الحدث ساخرًا بـ”علي والبُلكة”، في إشارة إلى تكرار سرديات “ريموت التصوير” وإضافة عناصر جديدة لا تقل غرابة.
وتجمع ردود الفعل على أن البيان الحوثي يفتقر إلى المهنية والمصداقية، ويهدف إلى ترهيب الداخل وتصدير الأزمة الداخلية عبر خلق عدو خارجي، في وقت تعجز فيه الجماعة عن مواجهة التحديات الواقعية التي تعصف بمناطق سيطرتها.

اللجنة الوزارية تستعرض التقارير الأولية في كارثة حافلة العرقوب وتطالب بجميع ملفات شركة النقل
التكتل الوطني يستنكر بشدة استضافة الحوثي في مؤتمر بيروت والمخلافي يصفها بـ “المهزلة الكبرى”
اتهامات حوثية لـ 6 موظفين أمميين بصعدة بالتجسس إثر غارة استهدفت زعيم المليشيا
تهريب الآثار.. من “شهادة عسكرية رومانية” إلى لوح اعتراف برونزي يمني