“عندما ينام العالم”: صوت فلسطين وقانونها المغيب 

فلسطين- الوعل اليمني

صدر مؤخراً عن دار هاشم للكتب والنشر كتاب “عندما ينام العالم: قصص، كلمات، وجروح فلسطينية مفتوحة“ للحقوقية والباحثة العالمية فرانشيسكا ألبانيزي، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنيّة بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بترجمة أحمد ع. محسن من الإيطالية إلى العربية.

رؤية مختلفة للحق الفلسطيني

يقدّم الكتاب تصوّرًا فريدًا للحق الفلسطيني، يجمع بين التحليل القانوني المستند إلى القانون الدولي والتجربة الإنسانية الشخصية للكاتبة، التي تعايشت مع معاناة الفلسطينيين بوعي نقدي وحدود أخلاقية واضحة. رغم تراجع الرهان على القانون الدولي نتيجة ضعف مؤسساته وغياب آليات التنفيذ، تؤكد ألبانيزي أن القانون يبقى أداة للكشف والمساءلة، وليس مجرد إطار نظري جامد.

من الجليل إلى غزة

تتميز نصوص الكتاب بدقة عالية في قراءة السياق التاريخي للأحداث الفلسطينية، وتمزج بين الحس الإنساني والمنهج التحليلي، ما يسمح بالاقتراب من خصوصية الأماكن الفلسطينية، من الجليل إلى غزة، دون تبسيط أو الوقوع في خطاب عاطفي مجرد. كما تكرس الكاتبة جهدًا لتفكيك المعارف الاستعمارية السائدة في المناهج الغربية، وبناء فهم بديل قائم على الحقائق والحقوق، لا على السرديات المهيمنة.

يشارك في الكتاب عدة أشخاص رافقوا ألبانيزي في مسيرتها الحقوقية والمعرفية، قبل الإبادة الجارية وخلالها، لتقديم شهادة إنسانية وقانونية في آن واحد. يتحول الكتاب بذلك إلى فعل مقاومة معرفية ودعوة مفتوحة إلى الأمل بالحريّة والتحرّر، موجّهة إلى ما تصفه الكاتبة بـ”العالم النائم”.

تسلّط ألبانيزي الضوء على الغرور الغربي تجاه ثقافات وكلمات لا نفهم جذورها وواقعها، وهو ما ساهم في إخفاء إنسانية الفلسطينيين وزيادة تعقيد معاناتهم. تدعو الكاتبة إلى نشر المعرفة وطرح الأسئلة الجوهرية: ماذا يمكننا أن نفعل لوقف هذه المأساة؟ إلى أي حد ستصل؟ في عالم غارق في سبات عميق، يظل جرح فلسطين مفتوحًا ويحتاج إلى من يكترث له.

عن المؤلفة

ألبانيزي هي مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حقوقية وباحثة وأستاذة جامعية. عملت في مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت المشورة للأمم المتحدة ولعدد من الحكومات والمجتمع المدني في مناطق عدة.

صدر لها سابقًا كتاب “اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي” (2020) و**”إنّي أتّهم” (2023)**، كما أصدرت تقارير مرجعية منها “تشريح إبادة جماعية” التي حازت اهتمامًا واسعًا في الأوساط القانونية والسياسية. تركز أبحاثها على العلاقة بين القانون الدولي وحقوق الإنسان، وحماية الشعوب تحت الاحتلال، بالإضافة إلى دراسات عن النزوح القسري والحق في تقرير المصير.