تقارير

عيد أمهات المختطفين ” ذكرى مؤلمه ووجع لاينتهي

تعيش آلاف الأمهات اليمنيات في عيدهن بذكريات مؤلمة” وخاصه في عيد الام، فتلك الأيام الجميلة التي تجمعهن مع ابناءهن لا تفارق مخيلاتهن، فلا خاسر أكبر من الأم اليمنية في هذه الحرب التي أدمت قلوب العديد منهن وتسببت لهن.

أم أكرم تجد نفسها وحيدة في عيدها السنوي، إلا من حزن يعتصرها على فراق نجلها بعدما اختطفته مليشيات الحوثي.

وتمسك أم أكرم بقايا ثياب ابنها المختطف. وتقول بعينين دامعتين وقلب مكلوم: “هذا ما تبقى لي من ابني الغالي لأعرف متي اراه ويعطيني هديه عيد الام ”.

وتضيف في حديثها لموقع الوعل اليمني كان أكرم أول من يعايدني في عيد الأم من بين إخوانه وأخواته، ويحضر لي الهدايا القيمة بهذه المناسبة.

جحيم الحنين

حولت مليشيات الحوثي حياة عائلات في اليمن إلى جحيم، بينهم عائلة المختطف احمد الذي خلف وراءه ام وزوجة تندب الحظ و8 أطفال يترقبون بلهفة رؤية أبيهم

منازل أخرى إن طرقت أبوابها وجدت الحزن عنوانها وقد اكتفى أبناؤها بقبلة على جبين أمهاتهم اللاتي جفت دموعهن على أبنائهن المفقودين او الشهداء، وظللن يعشن الأيام والليالي على ذكرياتهم المؤلمة.

اختطف احمد، كما تروي امه لموقع الوعل اليمني”، أواخر عام 2015 من أحد حواجز التفتيش شرقي مدينة تعز جنوبي اليمن من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.

تضيف امه باكيه “اختطف قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، وكنا ننتظر أن يعود مع العيد، مرت الأيام ثقيلة كأنها سنوات، أتى العيد ولم يأت احمد، وإلى الآن لم يعد ولم يعايدني أحد بيوم الام “”.

عيد يتلوه عيد ووجع فوق وجع، كبر الصغار وأصبح منهم شباب، وعائلة محمد في انتظار والدهم المختطف.

تقول ام كريم لموقع الوعل اليمني “لمن أشكو وجعي، تمر الأيام والمناسبات والأعياد، ولم يعد، أناشد المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، والحكومة اليمنية، للبحث عن ابني لنطمئن عليه هل ما زال على قيد الحياة؟

المحامي علي المطري يقول إنه مع المناسبات ” مثل عيد الام ” تواجه أسر المعتقلين والمختطفين وضعاً معيشياً صعباً للغاية، لا يمكن إيجاد العبارات والألفاظ التي تصف تلك الأوضاع الصعبة، وبعيدا عن الألم المصاحب للفراق هناك متطلبات لتلك الأسر.

ويضيف”، بعد 9 أعوام على قيام المليشيات باختطاف واعتقال وإخفاء آلاف المدنيين في سجونها دون أدنى مراعاة لأي قوانين أو أعراف نواجه الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الجرائم.

ويشير الخبير القانوني اليمني إلى أن المليشيات الحوثية تسببت بفقدان العديد من عائلي الأسر اليمنية، وجعلتها تعيش أوضاعا مأساوية، تتضاعف هذه المعاناة مع كل مناسبة أو أعياد.

ومع فقدان الأسر للآباء، والأزواج والأبناء، تترك النساء في الغالب بلا نصير يلجأن إليه.

أم عبد الله تحضر الطعام الذي أعدته في منزلها عندما جاءت لزيارة ابنها في السجن. ” لتحتفل معه بعيد الام مثل كل مره” وحينما وصلت وجدت أما أخرى تنتظر لرؤية ابنها لكنها كانت خاوية اليدين. ويقول الأهالي إن السماح للزوار بإحضار طعام معهم أمر يتوقف على قرار مديري السجن، ولم تدرك تلك الأم أن بمقدورها إحضار شيء معها.

وبلا تفكير قسمت أم عبد الله ما أحضرته وشاركت الأم الثانية فيه لتعطي منه لابنها. وهي تدرك أنها -باعتبارها أما لمعتقل -مدى مرارة الإحباط التي كانت ستشعر بها لو ضاعت عليها فرصة يمكن من خلالها توفير بعض الراحة لابنها.” ومع كل عيد ام

في حرب أصبحت كجهنم تقول “هل من مزيد” هل تبقى ذكرى عيد الأم في اليمن لأمهات فقدن أبنائهن. وفي كل بيت من بيوت اليمن الذي لا يخلى من فقيد له على الأقل نجد أماً مكلومة تبتلع حزنها وقهرها على ولد فقدته لن تراه يدخل عليها هذا العام حاملا لها هدية عيد الأم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى