عيد الام مثخن بالجراح لأمهات المختطفين والمعتقلين بسجون الحوثي.

يمّر عيد الأم في، اليمن على أمهاتٍ مثخناتٍ بالجراح، يعشن آلام الخسارة، يستعدن ذكرى شهدائهن، أو ينتظرن خبراً أو إشارةً ما تفيد بأنّ أولادهن المخفيين لا زالوا أحياء، أو يتلقفن بلهفة أخباراً تُطَمئِنُهّنَ عن مصير أولادٍ المختطفين في سجون مليشيات الحوثي
تقول ام المختطف “صالح: شعور مؤلم للغاية في عيد الأم، تُعتبر حياتي وفرحتي ناقصة جداً، كان يقوم بإحضار الهدايا لي، والآن وهو خلف القضبان لا أستطيع رؤيته في يوم عيد الأم، تمر أعياد كثيره تظل ذكر ي عيد الام وابني الذي كان يفرحني فيه , ذكريات تذبحني ويغمرني الحزن فيه .
من جهتها قالت أم المختطف عبد الله ” كان يشاركني الفرحة ويملأ البيت ضحك ومزح وفرح والآن لا أستطيع رؤيته، كل قلوب الأمهات محروقة على أبنائهن والدموع لا تجف
تتايع عيد الأم هو طوال العام وخاصة حينما ترى الأم أبناءها أمامها، وفي يوم عيد الأم يكون أصعب شعور، لأن ابني ليس بقربي، ولا أستطيع إخراجه من محنته، في يوم عيد الأم أقول لابني: “أتمنى أن أراك حراً طليقاً تتنفس هواء الحرية، وأراك أمام عيني لتعود الفرحة إلى حياتي كما كانت”.
نفذ الصبر
تحاول بعض أمهات المخفيين والمختطفين أن يعصمن قلوبهن بالصبر، جراء ما حدث لأبنائهن، خصوصاً في مناسبة “عيد الأم”، كونها شديدة التذكير لهن بكافة تفاصيل فلذات أكبادهن المخطوفين، ويعزمن بثبات على متابعة قضاياهم، وفقاً للوسائل والإمكانيات المتاحة، في سبيل تحريرهم من قضبان سجون المليشيا.
والدة المختطف ” محمد ” عجز الصبر عن صبرنا , لم يعد هنالك قوه لتحمل فراق أبنائنا , ثمان سنوات تمر علينا الأعياد والمناسبات لا يوجد غير دموع والالم الذي يعتصرنا
سعيدة عايض، تقول: “عيد الأم لم يمر من هنا منذ طردتني مليشيات الحوثي من منزلي بلا رحمة”.
كانت سعيدة وبجوارها إحدى حفيداتها ابنه مخفي لها ” كانت تحتضنها وهي تبكي وتتذكر حنان ابنها الذي اخفته المليشيات واخفت كل فرحتها وحياتها معه.
وترى أن السبيل الوحيد للاحتفال بعيد الأم، هو إعادة ما فقدته المرأة اليمنية طيلة السنوات السبع الماضية، وما عانته من ويلات، على يد مليشيات الحوثي.
عيد في القبور
لم يتوقف إرهاب مليشيا الحوثي عند ذلك، فمن لم تفارق الحياة، كانت الغصة تتسلل إلى قلبها يوما بعد آخر، وتجعلها مجرد شبح إنسان، كما هو الحال مع أم الشهيد أكرم، الذي فارق الحياة تحت التعذيب.
وتحرص أم الشهيد أكرم على زيارة قبر ولدها بشكل دائم، وتقول إنها لا تستطيع نسيانه , أخفى أشقاء أكرم على والدتهم مكان قبره لفترة طويلة حفاظا على صحتها، فكانت تذهب إليه باستمرار، وتكتفي بقراءة الفاتحة على روح ولدها من بوابة المقبرة فقط
عائشة ام لمعتقل كانت متفائلة أن يفرج الله عن ابنها ويعود إليها، فهو طفلها المدلل مهما مضت به الأعوام.
توفيت بعد سنة من البحث والنضال لإطلاق سراح ابنها، وتلقى خبر وفاتها في معتقله.

.

Exit mobile version