في تصريحات لافتة خلال مشاركته في منتدى “حوار المنامة” الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، دعا وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي دول الخليج إلى الانخراط في تواصل مباشر مع إيران، العراق، واليمن، في إشارة واضحة إلى جماعة الحوثيين ووكلاء طهران في المنطقة، ضمن ما يُعرف بـ”محور المقاومة”.
وأكد البوسعيدي أن النفوذ الإيراني لا يزال قويًا في هذه الدول، مشددًا على أن تعزيز الأمن الإقليمي يتطلب نهجًا يقوم على “الحوار الشامل” و”الانخراط البنّاء” بدلًا من سياسة “الاحتواء” والعزل التي اتبعتها بعض دول الخليج في السنوات الماضية.
وأشار الوزير إلى أن سلطنة عُمان لعبت دورًا محوريًا في الوساطة بين إيران والقوى الدولية، بما في ذلك المفاوضات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي شملت أيضًا قضايا تتعلق بوكلاء إيران في المنطقة، مثل جماعة الحوثيين في اليمن.
وفي سياق حديثه، حمّل البوسعيدي إسرائيل مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن طهران أظهرت ضبط نفس في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، بما فيها قصف القنصلية الإيرانية في سوريا واغتيال شخصيات دبلوماسية في لبنان وطهران.
وأضاف أن الجولات الخمس من المفاوضات النووية التي رعتها سلطنة عُمان حققت تقدمًا ملموسًا قبل أن تُفشلها إسرائيل عبر هجمات عسكرية وصفها بـ”التخريبية وغير القانونية”، مؤكدًا أن الحرب التي اندلعت لاحقًا بين إيران وإسرائيل أطاحت بفرص التوصل إلى اتفاق جديد.
وفي ختام حديثه، شدد البوسعيدي على ضرورة تغيير نهج مجلس التعاون الخليجي تجاه إيران، داعيًا إلى شراكة إقليمية شاملة تشمل جميع الأطراف الفاعلة، بما فيها الحوثيون، لضمان أمن الخليج واستقراره.
