نفذ الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أكثر من 100 غارة على لبنان في إطار تصعيد عسكري تفاقم في الأيام الماضية، في حين قصف حزب الله بعشرات الصواريخ عدة مواقع عسكرية في الجليل والجولان السوري المحتل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -في بيان- أن سلاح الجو قصف خلال الساعات الماضية آلافا من قاذفات الصواريخ الجاهزة للاستخدام في جنوب لبنان، وتحدث عن إصابة 180 هدفا.
وقال جيش الاحتلال إنه يعمل على تجريد الحزب من قدراته، بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن قائد سلاح الجو قوله إن قواته في حالة تأهب قصوى على صعيد الدفاع والهجوم وإنها استنفرت كل قدراته.
من جهته قال مراسل الجزيرة إن مقاتلات إسرائيلية شنت عشرات الغارات مستهدفة مناطق من أعالي البقاع الغربي وصولا إلى مناطق في مجرى الليطاني ومنطقة العيشية والنبطية وصولا إلى ميس الجبل ومحيطها ومناطق أخرى من جنوب لبنان.
وأضاف المراسل أن الغارات الإسرائيلية اليوم هي الأعنف التي يشهدها جنوب لبنان منذ بدء المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأصيب 4 أشخاص في غارتين على منطقة القطراني ومرتفعات البقاع الغربي بجنوب وشرق لبنان، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
وتحدث موقع “والا” الإسرائيلي عن استهداف 25 موقعا في لبنان خلال بضع دقائق، بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الطيران الحربي هاجم مواقع بمنطقة نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول محلي بعد اجتماع مع قائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إنه طُلب منهم الاستعداد لأيام معقدة.
وتأتي الغارات الإسرائيلية المكثفة بعد أن أعلنت إسرائيل مرحلة جديدة من الحرب بحجة إبعاد خطر حزب الله وإعادة السكان إلى ديارهم في مستوطنات الجليل المتاخمة للبنان.
وبدأت المرحلة الجديدة من التصعيد الإسرائيلي بتفجير أجهزة اتصال في لبنان مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة مئات آخرين من عناصر حزب الله، وتلا ذلك قصف مبنى بالضاحية الجنوبية لبيروت كان يجتمع فيه قادة ميدانيون في الحزب مما أدى لمقتل اثنين منهم.
صواريخ وحرائق
وفي مقابل الغارات المكثفة على جنوب لبنان والبقاع الغربي، أطلق حزب الله عشرات صواريخ الكاتيوشا على مواقع عسكرية في الجليل والجولان المحتل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد نحو 90 قذيفة أطلقت من لبنان، وأضاف أن القبة الحديدية اعترضت عددا منها وسقط بعضها في مناطق مفتوحة.
وقد أعلن حزب الله -في بيانات منفصلة- أنه قصف قاعدة الدفاع الجوي الصاروخي الأساسية لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، وقوات تابعة للفرقة 146 في ثكنة أدميت، ومركز كتيبة استطلاع 631 التابعة للواء غولاني في ثكنة راموت نفتالي، وثكنة زرعيتـ،، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هيلل، ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة في عدد من المواقع المستهدفة.
وقال مراسل الجزيرة إن صواريخ حزب الله تمكنت من اختراق منظومة القبة الحديدية وسقطت قرب بلدة الزاعورة والمناطق المحيطة بها في الجولان المحتل، مشيرا إلى تصاعد الدخان جراء القصف الصاروخي من لبنان.
من جانبها قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من لبنان تسببت في إصابة مبنيين في شمال صفد وفي مستوطنة راموت نفتالي، بالإضافة لاندلاع حرائق في عدة مناطق بالجليل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم الدفع بـ10 فرق إطفاء لإخماد حرائق اندلعت في أحراش بيريا في صفد بسبب صواريخ حزب الله.
وفي السياق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن صاروخا سقط على الطريق السريع 89 بالقرب من عين زيتيم في الجليل الأعلى، بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإغلاق طرق ومحاور أمام حركة المرور في كاتسرين إثر أنباء عن سقوط صاروخ في محيط صفد.
ومنذ بدء المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود، قتل المئات أغلبهم في الجانب اللبناني ونزح عشرات الآلاف على الجانبين.