Blogثقافة وفكر
أخر الأخبار

غزة تحضر في السباق الرمضاني المصري على الشاشة.. الداعم والضد

استطاعت المجازر التي تشهدها فلسطين وغزة بشكل خاص منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن تفرض نفسها على كل شيء تقريباً. وإذا كان للمجتمع العربي تفاعله معها، فقد كان من المتوقّع أن يكون لــ “طوفان الأقصى”، وما رافقه من مشاهد وقصص لا تنسى، أثر أو حصة في المحتوى الدرامي المصري خلال شهر رمضان، سواء بنية شريفة دافعها التضامن مع أشقاء في محنتهم، أو بمنطق ركوب “الترند” – بلغة أهل السوق- وكل بحسب نيته.

لكن على اختلاف نوايا صنّاع المحتوى الدرامي الرمضاني؛ المتنوّع ما بين مسلسلات أو محتوى دعائي لبعض المنتجات، لم يتغيّر الموقف الشعبي المصري. فكل ما جاء متضامناً مع أهل غزة رحّبوا به وأكرموا صنّاعه، أما من كان خلاف ذلك، فقد نال ما يستحقه من انتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي.

علم فلسطين في “أعلى نسبة مشاهدة” والطفل يوسف في “لانش بوكس”

أغلب المسلسلات التي أعلنت تضامنها مع القضية الفلسطينية لم يأت موقفها مباشراً أو خارج السياق الدرامي، بل في شكل إشارة تعبّر عن نبض الشارع المصري الرافض لما يجري في غزة. كأن يظهر العلم الفلسطيني مرسوماً على جدران الشوارع أثناء مرور الأبطال في أحد مشاهد العمل، مثلما حدث في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”.

و”أعلى نسبة مشاهدة” مسلسل رمضاني صنع بختم نسائي تام، فالمخرجة هي ياسمين أحمد كامل، ومؤلفته الكاتبة سمر طاهر، وشاركت في بطولته الفنانتان سلمى أبو ضيف وليلى أحمد زاهر.

وعلى قدر ما حقّقه المسلسل من نجاح جماهيري، فضلاً عن الإشادة بقصته التي تتناول عالم البسطاء على مواقع التواصل، خاصة “تيك توك”، إلا أن إعلان المسلسل التضامن مع فلسطين، وإن بشكل غير مباشر، جعل المشاهدين يقدّرون صنّاعه الذين لم يتركوا فرصة إلا وأظهروا العلم الفلسطيني مرسوماً على جدران الحواري أو شبابيك البيوت، مصحوباً بكلمة “فلسطين حرة” يعلوها اسم غزة.

عمل رمضاني آخر كان موقف المصريين منه حاداً وحاسماً، والمقصود هنا مسلسل “لانش بوكس”، (بطولة: جميلة عوض وغادة عادل). إذ قوبل بهجوم شديد بسبب مشهد رأى فيه الكثيرون ربطاً ساخراً بينه وبين مأساة أم فلسطينية من غزة ظهرت في مقطع فيديو وهي تبحث عن طفلها  وتصفه للطاقم الطبي في المستشفى بأنه: “اسمه يوسف.. شعره كيرلي وأبيضاني وحلو”.

المشهد الذي أثار الجدل، ظهرت فيه الممثلة جميلة عوض وهي تبحث عن شخص يدعى “ياسين” في محل إلكترونيات، فسألت الموظف المسؤول: “لو سمحت أنا كنت جاية أسأل عن حد بيشتغل عندكوا هنا.. اسمه يوسف أو ياسين، أشقر كده وشعره كيرلي وحليوة”.

ونتيجة لهذا التطابق اللفظي، لا التشابه، بين سؤال الأم الفلسطينية عن ولدها، وسؤال جميلة عوض، طالب البعض بمقاطعة العمل عقاباً لصنّاعه، معتبرين أن هناك استخفافاً وقلة احترام لأوجاع الفلسطينيين.

تحت وطأة الانتقاد الشعبي اضطر صنّاع مسلسل “لانش بوكس” إلى محاولة تبرير موقفهم ومنهم مخرج العمل هشام الرشيدي الذي قدّم اعتذاراً للمشاهدين عبر حسابه على موقع “إنستغرام”.

وقال: “اعتذار واجب لكلّ من تشابه عليه نص المشهد المؤلم لأخواتنا مع نص مشهد المسلسل غير مقصود بالمرة”، مضيفاً: “لم ولن تكون القضية في يوم مجالاً لأي شيء غير كل الدعم والاحترام، الله يصبّر أهلنا في فلسطين ويعينهم”.

وفي حين أكد الرشيدي أن التشابه غير مقصود، فإن السيناريست عمرو مدحت اكتفى بالصمت، ليتكفّل أصدقاؤه بالدفاع عنه، والقول إنه غير مسؤول عما جاء في المشهد الذي أثار غضب المشاهدين. وأرفق هؤلاء تعليقاتهم بصورة من النص الأصلي للمشهد، تظهر أن تعديلاً أدخل على المشهد بغير علم المؤلف استبدلت فيه الأسماء والأوصاف. إذ بدلاً من “يوسف أو ياسين، أشقر كده وشعره كيرلي وحليوة”،كان نص المشهد يقول: “الاسم سيف أو سليم، أسمر شوية كدة ولابس نضارة”. 

“we” تضامن مع فلسطين وتامر حسني يغني لـ “شيبسي”

الإعلانات كانت أيضاً ساحة للجدل حول شكل التعاطي مع غزة وفلسطين. هكذا كانت الإشادة من نصيب إعلان شركة “WE” الذي قدّمه خالد النبوي وهند صبري.

    فقد ظهر في أحد مشاهد الإعلان شاب يرتدي ملابس طبع عليها “نصف بطيخة”، في إشارة إلى علم فلسطين، وقد التقط المشاهدون هذه الإشارة للإشادة بالإعلان والتعبير عن تضامنهم مع المقاومة الفلسطينية.

    لكن هذا ما لم يحصل مع تامر حسني وإعلان شركة “شيبسي” في أول أيام شهر رمضان، والذي اعتبره البعض بمثابة خيانة لآلام الشعب الفلسطيني وقضيته. خاصة أن الإعلان أتى بعد وقت من دعوات مصرية لمقاطعة “شيبسي” الداعمة للاحتلال. 

    هكذا تعرّض تامر حسني لهجوم شديد وطالب الكثيرون من مستخدمي مواقع التواصل بمقاطعته، معتبرين الإعلان شقاً للصف الوطني الداعي إلى المقاطعة، ولا سيما أن شركة “شيبسي” هي إحدى الشركات المملوكة لــ “بيبسيكو” الأميركية، والتي استحوذت على شركة “سوداستريم” التي تعمل في “إسرائيل” منذ نحو 15 عاماً.

    ورداً على الغاضبين منه، كتب تامر حسني على صفحته على “فيسبوك” قائلاً: “أحياناً الكلام عند بعض الناس بيبقى سهل وتحديداً لما بيكون من دون علم بالعقود وبحيثيات الموضوع كله”، مضيفاً “الأهم لأي حد بيشكك في انتمائي للقضية الفلسطينية هقوله أنا من 20 سنة وأنا في ضهر القضية ومش كلام وأغاني بس. لاااااا. أنا روحت بنفسي معبر رفح أثناء الضرب لمساندة أهالينا هناك بأكبر حملة. معتقدش في حد هيخاطر بحياته ويروح بنفسه معبر رفح أثناء الضرب مجاملة مثلاً”. 

    الميادين

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى