الأخبار
أخر الأخبار

غزيّون يجازفون بحياتهم على الشاطئ من أجل التقاط إشارة إنترنت

تعيش غزة انقطاعاً مستمراً في خدمة الإنترنت جراء سياسة إسرائيلية ممنهجة باستهداف شبكة الاتصالات الفلسطينية في القطاع المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ أكثر من سبعة أشهر، في إطار محاولته للتعتيم على المشهد المأساوي الذي يعيشه السكان الفلسطينيون.

ومع انقطاع خدمة الإنترنت في غزة، يصير الفلسطينيون في القطاع معزولين تماماً عن العالم الخارجي ومنقطعين عن التواصل مع أقاربهم في الخارج الذين يشعرون بالقلق الشديد من هذا الغياب والخشية من أن يصبحوا على أنباء مفجعة بحق أحبابهم المحاصرين المكلومين.

وفي محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي عنهم، يتوجه الآلاف من الغزيين إلى شاطئ البحر ليتمكنوا من التقاط إشارة إنترنت حتى لا ينقطع الاتصال مع أقاربهم الموجودين خارج القطاع، بعد أن دمرت جميع الشبكات التي تغذي خدمة الإنترنت في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، وخطورة إصلاحها من الطواقم الفنية لشركة الاتصالات الفلسطينية. من جهتهم، يقول العاملون في شركة الاتصالات إنهم حاولوا إصلاح ما يمكن إصلاحه رغم تعرض طواقمهم للاستهداف المباشر واستشهاد عددٍ منهم. لكن، وفي كل مرة يعود جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تعطيل تلك الشبكات بشكل دوري.

كلّ يوم يقطع الشاب رمضان باسم النازح في مدينة دير البلح وسط القطاع مسافةً طويلةً يومياً للوصول إلى شاطئ البحر، لعله يلتقط إشارة الإنترنت لهاتفه، بعد أن ثبت به شريحة إلكترونية تكسر حاجز العزلة المفروض عليه أسوة بغالبية سكان القطاع. يقول باسم في حديث مع “العربي الجديد”: “الحصول على باقة إنترنت وإن كانت ضعيفة لكنها تمكنني من التواصل مع أقاربي الموجودين خارج القطاع”.

ورغم خشيته من أن يتم استهدافه من الزوارق الحربية الإسرائيلية الموجودة في البحر طوال الوقت، “لا توجد باليد حيلة، نحن نحاول أن نستثمر كل ما هو متاح بين أيدينا من أجل تخطي هذه الأيام الصعبة”، على حد قوله.
للسبب ذاته، تقطع الفتاة الغزية النازحة ملك عبد الله مسافة كبيرة لتصل إلى شاطئ البحر مع رفيقاتها للحصول على الإنترنت، رغم ما يرافق ذلك من مجازفة تهدّد حياتهن. تقول عبد الله لـ”العربي الجديد”: “لا أحد منا يعرف متى قد يموت من القصف الإسرائيلي (…) للأسف، منذ سبعة أشهر نحن نموت يومياً من انعدام الإمكانيات، ومن القهر الذي نعيشه، ومن حياة النزوح، ومن كل شيء (…) ومع ذلك تصر إسرائيل على نفينا وعزلنا عن العالم من خلال قطع الاتصالات والإنترنت”.

وأعربت ملك عن أملها بأن تنتهي الحرب، وأن تتمكن من العودة إلى مدينتها وإعادة إعمارها، فهي تقول إنها لم تيأس من إمكانية إعادة رؤية غزة الجميلة رُغم كل الدمار الذي حل بها.

الأمر نفسه بالنسبة للشاب العشريني أحمد فياض، الذي اضطر للنزوح من مدينة خانيونس جنوبي القطاع إلى مدينة دير البلح، بعد تدمير المربع السكني الذي كان يعيش فيه. يقول: “واجهت الموت الحقيقي خلال رحلة نزوحي إلى هنا (…) طوال الطريق تعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار علينا واستهداف النازحين بالرصاص حتى وصلنا بالسلامة”.

يضيف: “الموت يحيط بنا من كل مكان، سواء كان هنا أو في الخيمة أو الشارع أو السوق (…) نحن لن ندع إسرائيل تنتصر بموتنا خائفين، فحتى لو متنا فلنمت في مكان نصارع به من أجل الحياة، هذا ما يغيظ إسرائيل”.

المصدر: العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى