فتاوى “محمد عبدالعظيم الحوثي”.. جرأة تكفيرية تعري سلالته وتثير غضب اليمنيين (رصد)
أخبار اليمن الآن – بران
بعد أشهر قليلة من مغادرته اليمن، وعبر مؤسسة إعلامية إيرانية، أطلق محمد عبدالعظيم الحوثي، عم زعيم جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، فتاوى وأحكام تكفّر اليمنيين وتقدح في رموزهم الوطنية من العلماء والمصلحين.
اللقاء أجرته مؤسسة أوج للفن والإعلام الإيرانية في طهران، الذراع السينمائي والتلفزيوني للحرس الثوري الإيراني، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتداول تلاميذ لمحمد عبدالعظيم الحوثي أجزاءً من هذه المقابلة.
وخلال اللقاء، أطلق محمد عبدالعظيم الحوثي، فتاوى تكفير بحق اليمنيين وعامة المسلمين، الذين لا يسلّمون بمعتقدهم بوجوب إمامة علي بن أبي طالب دون بقية الخلفاء الراشدين، واعتبارها أصلًا من أصول الدين.
وكشف عن إجبار جماعة الحوثي لسكان محافظة صعدة، على التشيّع بما فيهم السلفيين من أتباع الشيخ مقبل الوادعي، مؤكدًا أن صعدة الآن “كلها شيعة”، وأن “جماعة مقبل مع الحوثي سيدي عبدالملك، من أهل التقية”.
وفي المقابلة، هاجم عم زعيم جماعة الحوثي، الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962، التي أسقطت نظام حكم الإمامة الكهنوتي في اليمن وأسست النظام الجمهوري القائم على الحرية والمواطنة المتساوية، وقال إنها كانت “ثورة نواصب مجرمين”، مؤكدًا أن الحاكم يجب أن يكون من ذرية فاطمة وعلي حصرًا، معتبرًا الديمقراطية “حرام”.
كما هاجم الرموز اليمنية العلمية والإصلاحية، وفي مقدمتهم الإمام الشوكاني، أحد أبرز مجددي الفكر الإسلامي في اليمن، والذي وصفه بأنه “مارقٍ وهابي كافر”. مضيفًا بأن العلامة الراحل “العمراني” على خطاه. ونال من علماء اليمن المعاصرين بما فيهم الشيخ الراحل عبدالمجيد الزنداني والراحل مقبل المقبلي.
هذه الأحكام والفتاوى، لاقت التي أطلقها “محمد عبدالعظيم الحوثي”، سخطًا واسعًا من قبل اليمنيين، الذين رأوا فيها تعبيرًا جريئًا لأحد أبرز وجوه السلالة الحوثية، كاشفًا حقيقة نظرتها العنصرية لليمنيين، وتعاملها معهم وفق معادلة إما أن تكون زيدياً شيعياً أو وهابياً ناصبياً.
وفي هذه المادة يرصد “بران برس”، أبرز الردود التي نشرها سياسيون وكتاب ونشطاء يمنيون في حساباتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي.
تصنيف الهادي الرسي:
الكاتب اليمني محمد جميح، قال في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “يقول محمد عبدالعظيم الحوثي إن الإيمان بإمامة علي بن أبي طالب فرض عين- وليس فرض كفاية- على المسلم والكافر”.
وأضاف متسائلًا: ماذا عن أكثر من مليار مسلم هم أغلبية المسلمين الذين لا يعتقدون أن علياً إمام بأمر من الله؟ طيب، كيف يكون الإيمان بإمامة علي فرض عين على “الكافر” الذي لا يؤمن أساساً بوجود إله؟!”.
وهذا يعني، وفق جميح، “أنه ليس مهماً أن يؤمن “الكافر” بوجود الله، ولكن المهم أن يؤمن بإمامة علي”.
ووجه سؤالًا آخرًا قال فيه: بما أن كل اليمنيين وفق تصنيف الحوثي، وهو بالمناسبة تصنيف الهادي الرسي، بما أن اليمنيين ليسوا مسلمين، أفلا يحق لهم أن يواجهوا هذا الفكر التكفيري الذي دخل اليمن، مع قدوم الهادي الرسي، مؤسس السلالة التي ينتمي إليها الحوثي؟!”.
واختتم جميح، تدوينته قائلًا: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية، رغم أنف هؤلاء التكفيريين الذين سمحت لهم ظروف معينة بالظهور، ولكن يومهم آتٍ، لا محالة”.
جرأة في التكفير:
من جانبه، تساءل السياسي والدبلوماسي اليمني السابق، فيصل أمين أبو راس، عمّن هو “الطائفي التكفيري”. وقال: “هذا محمد عبدالعظيم الحوثي يقول: من لم يؤمن بإمامة علي فهو كافر يعني: الشعب اليمني وأمة الإسلام كفار”.
وأضاف “أبو راس”، في تدوينة نشرها بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”: “طيب يا مولانا: ما دليلك أنه كافر؟ فلا إيمان ولا كفر إلا بدليل!”. واختتم متسائلًا: “أليس هذا جرأة وافتراء على الله كذباً؟”.
فيما اعتبر الناشط اليمني إبراهيم عسقين، “هذا التصريح هو عقيدة عبدالملك الحوثي”. وقال في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”: “جميل أن يخرج هؤلاء قذارتهم للعالم بدل التقية التي يخفون خلفها كل نجاساتهم”.
وأضاف أن “هذا معنى قول عبدالله بن حمزة:[فقد صح لنا كفر أكثر هذه الأمة]، متسائلًا في ختام تدوينته: “فمن هو التكفيري يا ترى؟”.
من جانبه، اعتبر الكاتب خالد علي الجعمي، هذا “تصريح واضح وصريح”، قال عبدالعظيم الحوثي، أكد فيه “ما تحمله جماعة الحوثي من عقائد منحرفة”. وبهذا، قال “تسقط بذلك كل الأقنعة عن هذا المشروع الطائفي الذي لطالما حاول خداع البسطاء بشعارات زائفة”.
النسخة الإرهابية الأوضح:
الكاتب والمحلل السياسي، محمد مهدي، قال في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “ما يحاول إخفاءه عبدالملك الحوثي، يكشفه محمد عبدالعظيم الحوثي، من داخل إيران”.
وأضاف: “عبر حوار مطول كفر فيه كل من ليسوا من الجارودية، ابتداء بالشوكاني حتى الوادعي. كلهم كفار بحسب هذا الإرهابي النسخة الأوضح من عبدالملك”.
واتفق الناشط، غمدان القادري، حيث قال في تعليق بحسابه على منصّة “إكس”، رصده “بران برس”: “تكفيريين روافض هذا العلامة عبدالعظيم الحوثي يكفر كل مسلم لا يعترف بولاية علي بن أبي طالب”.
وتعليقًا على قول محمد عبدالعظيم الحوثي، إن “الديمقراطية لا تجوز… والحكم لله الكبير ولرسوله ولأهل بيته إلى يوم القيامة”، قال الناشط “هائل سعيد ناجي”، في منشور بحسابه على فيسبوك: “يعني هؤلاء نصبوا أنفسهم ورثة الله رأسا.. وبالتالي الأرض حقهم وحدهم، وهم ملوكها وحكامها وسادتها.. وأي معترض فهو معتلي على الله نفسه”.
وحول ما ذكره بشأن ممارسات السلالة الحوثية في صعدة، قال الناشط الاجتماعي، قحطان مهرش: “السفيه عبدالعظيم الحوثي يقول إنه أرغم سكان صعدة على التشيع غصب عنهم بما فيهم السلفيين”، معتبرًا “هذا دليل على أن الحوثي إلى زوال وليس الشعب معه في شيء”.
وأضاف مهرش، في حسابه على “فيسبوك”، أن هذا أيضًا “دليل على أن الحوثي لا قبول له بالترغيب وإنماء ترهيب الشعب لإرغامه فقط”.
دفء العرق الفارسي :
محافظ محافظة صعدة المعيّن من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها، هادي طرشان الوايلي، قال في تعليقه على المقابلة: “هذا هو العلامة المقدّس والمرجعية هذه الأيام لدى أغلب الزيدية اليوم، محمد عبدالعظيم الحوثي”.
وأضاف مشيرًا إلى زيارة الرجل إلى طهران وتفاعلاتها: “عندما زار إيران، وأحسّ بدفء العرق الفارسي والحقد المجوسي يغلي في دمه، شتم ولعن أمامهم علماء اليمن، وعلى رأسهم شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني، وفقيه العصر محمد بن إسماعيل العمراني، فضلاً عن الشيخ الزنداني والشيخ مقبل بن هادي الوادعي وغيرهم”.
وتعليقًا على أحد التسجيلات في المقابلة، قال المحافظ الوايلي: “في هذا الفيديو، ستسمعون كيف أطلق لسانه القذر الرافضي على كبار أصحاب النبيّ، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان، وأغلب المبشرين بالجنة”.
وتساءل في ختام تدوينته التي نشرها بحسابه على منصّة “إكس”: “فبالله عليكم، ماذا أبقى للمجوس وللحاقدين على الإسلام من يهودٍ ونصارى وعباد البقر؟ وما موقف عامة الزيدية من هذا الحاقد على الصحابة، الذي هم أفضل البشر بعد الأنبياء؟ وما ذنب الجهلة المغرر بهم من عامة الناس، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
مُضحك مبكي:
الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية المتطرفة، محمد بن فيصل، وصف هذا اللقاء بأنه “كان مُضحكًا مبكيًا”. وقال في تعليق مفصّل نشره بحسابه على منصّة إكس”، رصده “بران برس”، إن محمد عبدالعظيم أظهر في بداية اللقاء “العنصرية والطبقية المتشبع بها”.
وأضاف: “المُذيع الإيراني يسأل محمد الحوثي عن شيء من دراسته ونشأته، فذهب الحوثي بعيدًا يتمدح ويتفاخر بنسبه وبأجداده، قائلًا: وقبلهم الإمام مطهر بن يحيى جدنا كان يمطر بهِ الغيث، ويستغاث به، ويتبرك بكلامه، ويتغذى بتراب قبره، وإلى الآن. بعد هذا الجواب البعيد عن السؤال عاود المذيع مرة أخرى تقديم ذات السؤال”.
وردًا على ما قدح الحوثي للشيخ الزنداني، قال الناشط فيصل حزام: “كان الشيخ الزنداني كبيرًا، بعيدًا عن المهاترات، معتن بالكليات، جميل الكلمة، قوي الحجة، دائم الابتسامة، وأبعد ما يكون عن الصغائر وقضايا الخلاف الفقهية، وكان سياسيًا مخضرمًا، ومع ذلك رشقته الأقلام ولاكته الألسن الحادة ظلما وبغيا”.
وأضاف في منشور بحسابه على “فيسبوك”، رصده “بران برس”، أن “العداء للقيادات الإسلامية يزداد كلما كانت أكثر اعتدالا واتزانا، فالحملات ضد الرموز الإصلاحية الكبيرة من الإسلاميين معظمها سياسية وموجهة”.
وتابع: “اليوم تمر مقابلة “عبدالعظيم الحوثي” بكل هدوء، ولو كانت لقيادي مغمور في الإصلاح لقامت الدنيا ولم تقعد”.
وعبّر “حزام”، عن حسرته لعدم وجود حراك شعبي ومجتمعي يتوازى مع حجم الخطر قائلًا: “آح لو كان لدينا شعب حي، ونخب حية، وأحزاب حية..!!”.
أمور يجب تصحيحها:
عن السلالة الحوثية عمومًا، قال الكاتب الصحفي همدان العليي، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”: “احترم الصادقين في هذه العصابة وإن اختلفنا.. وأمقت من يستخدمون التقية والنفاق والكذب لخداع عامة الناس”.
وأضاف: “تتظاهر العصابة السلالية الحوثية أمام اليمنيين بحبها واحترامها للإمام والقاضي محمد الشوكاني الصنعاني رحمه الله. لكنها في الحقيقة تعتبره كافرا ومنافق. والأسلوب ذاته مع العلامة القاضي محمد العمراني رحمه الله”.
وعن مقابلة “محمد عبدالعظيم الحوثي”، قال الصحفي العليي: “تابعوا هذا الكلام من أحد رموز ما يسمى بالزيدية وهم ابن عم عبدالملك الحوثي”. مضيفًا أن “ما يحزن ويزعج دائما عندما يأتي بعض الجهلاء من المسلمين السنة في اليمن وخارجه ويقدمون الشوكاني والعمراني على أنهم زيدية”.
وشدد “العليي”، في ختام تغريدته على ضرورة تصحيح المفاهيم قائلًا: “هذه أمور يجب أن يتم تصحيحها.. يكفي كذب وتضليل للناس”.
فساد عقيدة وانحراف منهج:
بدورها، هيئة علماء اليمن، استنكرت بشدّة “فتاوى التكفير” التي أطلقها محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي وصفته بأنه “أحد دعاة الضلال والطائفية من مرجعيات المليشيا الحوثية المنحرفة التابعة لإيران”.
وقالت في بيان اطلع عليه “بران برس”، إن ما ورد في التسجيلات المصورة للحوثي “تُفصح عن فساد العقيدة وانحراف المنهج واعتناق الخرافة والبدعة، خدمةً لمشروعهم الطائفي السلالي، ولمن يمولهم- من أقطاب النظام الإيراني الفاسد، وتكشف حجم الكراهية والسوء والبغضاء ضد عموم المسلمين، واليمنيين على وجه الخصوص”.
وجددت هيئة علماء اليمن، التحذير من “هذه الأفكار الطائفية المتطرفة والمغلوطة التي تمس عقيدة المسلمين وتستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني، وتستبيح دماء اليمنيين وأموالهم وأعراضهم”، مؤكدةً أن “هذا التكفير والتجريح لا يمت للإسلام بصلة، بل هو من سمات الغلو الذي حذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم”.
كما استنكرت “بشدة” تطاول المذكور “على رموز علمية يمنية كبيرة مثل الإمام محمد بن علي الشوكاني، والعلامة محمد بن إسماعيل العمراني، والشيخين الزنداني والوادعي وغيرهم، من كبار العلماء”.. معتبرة “الطعن في هؤلاء العلماء والتنقص منهم والإسفاف بحقهم لهو إساءة لليمن وتاريخه العلمي العريق”.
وأهابت “بأبناء الشعب اليمني جميعهم أن يتوحدوا لاستعادة دولتهم وبلادهم ونبذ الجماعة الحوثية ومرجعياتها الفكرية من دعاة الفتنة والغلو أمثال الحوثي وغيره”.. محذّرة “من الأفكار الدخيلة التي تهدف إلى زرع الفتنة والكراهية بين المسلمين”.