الأخبار
أخر الأخبار

فيتنام.. الفيضانات تحصد 90 شخصا وتهدد الأمن الغذائي

شهدت فيتنام خلال الأسبوع الماضي واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الفيضانات والانهيارات الطينية المدمرة التي ضربت مناطق واسعة من البلاد إلى 90 قتيلاً على الأقل، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.

وقد تركزت الأضرار الأكبر في الأقاليم الوسطى التي تشتهر بتضاريسها الجبلية القاسية، حيث تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة، التي تجاوزت معدلاتها التاريخية، في فيضان الأنهار الرئيسية وقطع الطرق الحيوية، مما أدى إلى عزل آلاف العائلات عن فرق الإنقاذ والمساعدات، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الهيئة الوطنية للوقاية من الكوارث في فيتنام.

وتشير التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام المحلية، مثل صحيفة “في إن إكسبريس” (VnExpress)، إلى أن الأرقام مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ التي تعيقها الظروف الجوية السيئة والانهيارات الطينية المستمرة.

وتعد الخسائر المادية جسيمة؛ حيث جرفت الفيضانات آلاف المنازل، ودمرت ما يقرب من 5000 هكتار من الأراضي الزراعية، وأغرقت الماشية، مما يهدد الأمن الغذائي وسبل عيش السكان الذين يعتمدون بشكل كبير على الزراعة في هذه المناطق.

وقد أعلنت الحكومة الفيتنامية حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، بما في ذلك كوانغ نام، وكوانغ تشي، ودا نانغ، وتم نشر وحدات من الجيش للمساعدة في إجلاء المحاصرين وتقديم الإمدادات الأساسية.

وتلقت فيتنام دعماً دولياً عاجلاً للتعامل مع هذه الأزمة، حيث عرضت دول مجاورة ووكالات إغاثة دولية المساعدة. وأشارت تقارير “رويترز” إلى أن الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولية حشدت فرقها لتقديم المساعدة الإنسانية والمالية الطارئة، لا سيما في توفير مواد الإيواء المؤقت ومياه الشرب النظيفة والإمدادات الطبية للحد من انتشار الأمراض المنقولة بالماء، والتي تعد تحدياً كبيراً بعد كوارث الفيضانات.

وتأتي هذه الكارثة لتسلط الضوء مجدداً على ضعف البنية التحتية في بعض المناطق الريفية في فيتنام أمام التغيرات المناخية المتزايدة، والتي تساهم في زيادة وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة.

وبحسب تقارير تلفزيون “في تي في” (VTV) الحكومي، فإن رئيس الوزراء الفيتنامي دعا إلى اجتماع طارئ للجنة التوجيهية للوقاية من الفيضانات لبحث خطط إعادة الإعمار طويلة الأجل، مع التركيز على بناء سدود أكثر متانة وأنظمة إنذار مبكر فعالة في المناطق الأكثر عرضة للخطر.

كما تعهدت الحكومة بتقديم تعويضات مالية لأسر الضحايا ومساعدة المزارعين على استعادة محاصيلهم المتضررة. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تستمر الأمطار الغزيرة في بعض المناطق الجنوبية المتبقية خلال الأيام القليلة القادمة، مما يحتم على السلطات اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح.

زر الذهاب إلى الأعلى