في اليوم العالمي لمكافحه تجنيد الأطفال….أطفال اليمن أشلاء على أبواب الجحيم

تقرير خاص

يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الاطفال  ” اليد الحمراء” في الوقت الذي تنتهك فيه الميليشيات الحوثية حق الطفل اليمني في الصحة والتعليم وتقوم بتجنيده قسرا في معارك تثبيت الانقلاب، وتشير احدث التقارير الحقوقية لمنظمة ” ميون لحقوق الإنسان”  بأن جماعة الحوثيين قامت في عام واحد بتجنيد 2209  طفلا ،وأضاف التقرير أن  1660 طفلا منهم قتلوا اي ما نسبته 75% من إجمالي الأطفال الذين جندتهم جماعة الحوثيين خلال فترة التقرير واصيب 351 طفلاً آخرين، ومن بين القتلى، 556 طفلاً منحتهم الميلشيا رتبا عسكرية رفيعة والبقية ادرجت اسمائهم  كجنود، وأوضح  التقرير أن محافظة صنعاء تتصدر قائمة أعلى المحافظات في عدد الأطفال المجندين، وذلك بواقع 251 طفلاً، تليها محافظة حجة بعدد 231 طفلاً، ثم ذمار بـ191 طفلاً، ورابعاً صعدة بـ119 طفلاً، وخامساً أمانة العاصمة بـ108 أطفال، وفي المرتبة السادسة عمران بعدد 98 طفلاً، ثم إب بـ96 طفلاً، وتأتي الحديدة ثامناً بـ59 طفلاً تليها المحويت وتعز.

وفي تقرير اخر، قالت منظمة “اليونسيف” أن الحوثيين جندوا  3995 طفلا خلال الفترة بين مارس2015 وسبتمبر 2022، ورجحت الونسيف أن تكون الاعداد الحقيقية للاطفال المجندين أعلى من ذلك بكثير.

وكشف تقرير محلي عن ” فريق الرصد الحقوقي” بمحافظة ذمار، عن قيام جماعة الحوثي بتجنيد 670 طفلاً أعمارهم لا تتجاوز 14 عاماً ضمن صفوفها في جبهات القتال خلال عام 2023

جرائم في الذاكرة

هذه الارقام تعيد ذكريات مآسي تعرض لها اطفال في عمر الزهور بعد ان تم تجنيدهم على يد ميليشيا الحوثي ومنهم “اياد عبيد” البالغ من العمر 13 عاما الذي اختطفته جماعة الحوثي من  شارع جامعة صنعاءبينما كان يبيع المناديل وجندته والقت به في محرقة “مفرق الجوف” عام 2020 ليعود الى اهله بعد اربعين يوما فقط اشلاء مقطعة، وكذلك مأساة  الطفل “عبد الرحمن فؤاد التميمي”، بطل الجمباز اليمني الناشئ، الذي قتلت الميليشات طموحاته واغتالت مستقبله وجندته للقتال في صفوفها ليلقى حتفه خلال وقت قصير خلال ذهابه للقتال في صفوف جماعة الحوثي في مأرب، وغيرها من المآسي الأليمة،  وحول هذا الموضوع يقول ” قناف العمري ” عضو ” جمعية التحرير للتنمية”  لموقع الوعل اليمني بأن ” تجنيد الأطفال كارثة تهدد صفاء ونقاوة الطفولة ، وفيروس خطير يحول الأطفال إلى وحوش مفترسة،  وظاهرة خطيرة تؤرق البلد، وتنذر بجيل أكثر وحشية وقساوة على مجتمعه واقرب الناس اليه”

مضيفاً: ( لقد اصبح من المألوف في شوارع العاصمة صنعاء ان تشاهد وجوها طفولية مدججة بالاسلحة تستوقفك عند نقاط التفتيش وتنظر اليك بعيون ملؤها الفراغ فهي لاتعرف لماذا هي هنا وليست في المدرسة مع اقرانها) ؟

استغلال المعاناة

وتؤكد مصادر حقوقية بأن من اهم الاسباب التي تتبعها جماعة الحوثي في تجنيد الاطفال هو الاغراء بالمال بالنظر الى ان غالبية الاطفال المجندين من عائلات فقيرة، وذلك بسبب انقطاع الرواتب وتدهور الاوضاع وانضمام الاف الآباء الى طوابير البطالة، وبحسب المصادر فإن الفقر الشديد قد دفع العديد من الاباء والعائلين للقبول بتجنيد اطفالهم مقابل راتب شهري لايتعدى ثلاثين الف ريال وبعض المواد التموينية الاساسية التي تصرف بصورة متقطعة، وهم على علم بأنهم ربما لن يلتقوا بهم مرة اخرى.

سبق اصرار وترصد

من جانبه، قال مصدر لموقع الوعل اليمني  في ” منظمة صوت الطفل” وهي منظمة تأسست في 2019، بأن جريمة تجنيد الاطفال تجري عن “سبق اصرار وترصد” بقصد قتل المستقبل والقضاء على اي بذرة أمل في تغيير الواقع ولو حتى على المدى البعيد، ولذلك تعتبر هذه الجماعة خطر وكارثة ليس على الحاضر فقط، بل وعلى المستقبل كذلك”

واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، بان الرد الوحيد والمعتاد لجماعة الحوثي على التقارير التي تتهمهم صراحة بتفخيخ المستقبل من خلال تجنيد الاطفال هو اتهام الجهة صاحبة التقرير بعدم الحيادية وبانها تتبع امريكا واسرائيل، مع ان لغة الارقام لا تكذب، والعالم شبه مجمع على أن جماعة الحوثي تعد من اكبر الجماعات التي تعتمد في حروبها على الاطفال تحت سن الـ18، والمواطن اليمني يشاهد بعينه كل صباح طوابير الاطفال المجندين وهم يرددون زوامل الحرب والثار والانتقام ويحملون شعارات الموت بدلا من الذهاب للحدائق والمتنزهات”.

يذكر ان منصة ” يوتيوب” قد اغلقت العام الماضي 18 قناة تابعة لميليشيا الحوثي  متخصصة في التعبئة والتحريض على العنف وتروج لتجنيد الأطفال والتحاقهم في صفوف القتال بدل الذهاب الى المدارس.

Exit mobile version