في لقائه بمحافظ البيضاء.. عيدروس يغازل الشرعية ويضع كل قدراته القتالية ضد الحوثي
بعد أقل من يومين من تقديم الحكومة اليمنية شكوى إلى المجتمع الدولي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بسبب ما اعتبرته انقلابًا على قرارات نقل السلطة والمبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة، خرج عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتصريحات جديدة في عدن أكد فيها أن تحرير محافظة البيضاء يمثل أولوية استراتيجية لضمان الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أنها تشكل عمقًا استراتيجيًا للجنوب وأن الاستقرار الأمني في المحافظات الجنوبية ليس هدفًا بحد ذاته بل قاعدة لأي معركة جادة لتحرير الشمال.
الزبيدي أوضح أن تأمين الجنوب يعد حجر الزاوية لأي مواجهة تهدف لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي، وأنه لا إمكانية لتحرير صنعاء بظهر مكشوف، داعيًا إلى قطع شرايين التهريب التي تغذي الحوثيين.
وفي محاولة لمغازلة الشرعية قال إن قوات المجلس الانتقالي مستعدة لوضع قدراتها القتالية في خدمة أي تحرك مشترك ضد الحوثيين، مجددًا دعوته لتوحيد الجهود مع القوى المناهضة لهم في الشمال ومؤكدًا دعم المجلس للمقاومة الشعبية في البيضاء وحق أبناء المحافظة في العيش بكرامة وسلام.
كما جدد التزامه بالشراكة مع التحالف بقيادة السعودية، مشيرًا إلى أن الجنوب ما زال رأس الحربة في مواجهة النفوذ الإيراني وإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة الدولية، مضيفًا أن زمن المعارك الجانبية انتهى وأن الهدف المشترك يجب أن يتركز على صنعاء سواء عبر حل سياسي أو عمل عسكري، رغم أن المجلس الانتقالي نفسه كان طرفًا في معارك جانبية داخل الشرعية ومجلس القيادة.
من جانبه عبّر محافظ البيضاء الخضر السوادي عن شكره للزبيدي مؤكدًا أن أبناء المحافظة على استعداد لخوض معركة استعادتها بدعم من المجلس الانتقالي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مناطق شرق اليمن توترات متصاعدة خصوصًا في حضرموت والمهرة، حيث عزز المجلس الانتقالي وجوده العسكري في وادي حضرموت ومراكز في المهرة عقب انسحاب قوات حكومية ووحدات من درع الوطن، وهو ما أثار مخاوف من محاولة فرض واقع جديد قبل أي تسوية سياسية محتملة.
وفي المقابل شددت السعودية، الراعي الرئيسي لمجلس القيادة الرئاسي، على ضرورة الحفاظ على استقرار حضرموت والمهرة مؤكدة أن المعركة الرئيسية يجب أن تبقى ضد الحوثيين، في رسائل اعتبرها مراقبون دعوة للابتعاد عن الصراعات الجانبية داخل معسكر الشرعية.
