المزيد

في مئوية الأستاذ.. كيف جعل هيكل للتاريخ آذان وعيون؟

نقلا عن موقع القاهرة 24

تحل اليوم الذكرى المائة على ميلاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، حيث إنه ولد في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر عام 1923، في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية.

 كان هيكل أحد أهم الصحفيين العرب، ومفكرا من العيار الثقيل وصاحب رؤية سياسية رصينة ومؤرخا كبير للأحداث التي عاصرها، وسجلها وكان شاهدا عليها وجزءا منها بحكم اقترابه من الرؤساء ودوائر اتخاذ القرار السياسي في مصر والمنطقة العربية وعلى الصعيد الإقليمي.

للأستاذ الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الكثير من المؤلفات التي سجلت الأحداث التي عاصرها وسجلت أيضا رؤيته فيها، ومن أهم هذه الكتب كتاب بعنوان حرب الثلاثين عام.. 1967 الانفجار، وفيه يرصد هزيمة 1967 ومقدماتها وأسبابها، وهو كتاب مدهش نال إعجاب واحد من أهم أساتذة التاريخ في العالم في وقت صدوره، وهو السير ستيفن رانسيمان، الذي شغل كرسي التاريخ في جامعة كامبردج وفي جامعة أوكسفورد.

في ذكرى الأستاذ هيكل.. كيف جعل للتاريخ “آذان وعيون”؟

وقت صدور الكتاب أرسل رانسيمان خطابا إلى الأستاذ هيكل أبدى فيه إعجابه الكبير بما كتب هيكل، مؤكدا أن هيكل جعل للتاريخ آذانا وعيونا.

وجاء في نص الخطاب الذي ضمنه هيكل مقدمة الكتاب:

لا أخفي عليك أنني أحسدك على تجربتك التي أعطتك الفرصة لتعيش التاريخ وتكتب عنه أيضًا.. وهناك قول شائع ولعلك تتذكره وهو يقول: إن التاريخ له آذان ولكن ليس له عيون، بمعنى أننا نسمع روايات عما جرى من وقائعه منقولة لنا بالسماع والتواتر عن هذا أو ذاك، من الناس، ومعظمها مكتوبة بأثر رجعي يخلط الوهم بالحقيقة إلى درجة تتركنا مع نوع من الفولكلور الأسطوري يعذبنا كثيرًا فرزه إذا كان ذلك الفرز ممكنًا على الإطلاق، وصحيح أننا نصادف في بعض المرات وثائق مكتوبة، ولكننا نجد أنفسنا حائرين أمامها لا نستطيع أن نقدر بالضبط أصالتها وظروفها ومدى تعبير ما فيها عن الواقع كما جرى.

ويتابع رانسيمان: ولقد كان ما أثار اهتمامي في تجربتك هو أن التاريخ عندك له آذان وله أيضا عيون، وهذه تجربة أتمنى لو ناقشتها معك إذا خطر لك يوما أن تعو إلى أوكسفورد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى