الأخبار المحليةتقارير
أخر الأخبار

قبيل شهر رمضان.. شبح الركود يلوح في الأفق

تقرير خاص

قبل أيام من قدوم شهر رمضان، الذي يعد موسمًا تجاريًا هامًا للكثير من المحلات والأسواق هناك شح غير مسبوق في حركة الزبائن داخل الأسواق، حيث كانت الشوارع التجارية في صنعاء وبعض المدن الكبرى تبدو شبه خالية من المتسوقين، وتسبب هذا الركود في قلق كبير بين أصحاب المحلات التجارية والمواطنين على حد سواء.

شبه معدوم

أحد أصحاب المحلات في سوق باب اليمن، والذي رفض ذكر اسمه، قال لموقع الوعل اليمني “لا نصدق أن رمضان على الأبواب ونحن في هذا الوضع، في العادة يكون هذا الموسم هو الأكثر ازدحاما ونبيع اغلب البضائع لكن هذا العام لا يوجد إقبال كبير على الشراء، والمبيعات تكاد تكون معدومة”.

وتابع: ” الأسعار هذا العام مرتفعة جدًا، ولا أحد يستطيع تحملها بسبب ازمة الرواتب ااتي نعرفها جميعا وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة لذلك الزبائن لا يأتون الا في النادر ، وفي حال قدِموا، يقتصر شراؤهم على الأساسيات فقط”.

وأضاف صاحب المحل الذي يبيع مستلزمات منزلية: ” الشعب يعاني من فقر مدقع والسوق يشهد حالة من الكساد الشديد ولا شيء يبدو أنه قد يتحسن، قبل سنوات كان الناس يأتون بكثرة قبيل رمضان لشراء كل شيء واي شيء كنا نعرضه كانوا يشترونه، أما الآن فلا نبيع بالكاد الا الأساسيات والاشياء التي لابد منها، للاسف لقد لعبت الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الاوضاع الراهنة دورًا كبيرًا في الوضع المعيشي ولايوجد احد مرتاح لا الزبون ولا صاحب المحل”.

لا استطيع

أم حسن، إحدى المواطنات في صنعاء، عبَّرت عن معاناتها قائلة لموقع الوعل اليمني”أنا أم لخمسة أطفال وزوجي عاطل عن العمل منذ أشهر والأوضاع أصبحت لا تطاق، لا أستطيع توفير ما يكفي من الطعام لأطفالي، فكيف أفكر في شراء لوازم رمضان؟ والقليل من المال الذي نملكه لايكفي لسد احتياجاتنا اليومية، ولست انا وحدي فمعظم الناس في مثل حالتي ومعظم المحلات شبه خاوية من الزبائن ، الحياة اصبحت مشكلة حقيقية والمناسبات التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر اصبحنا نخشى من قدومها “.

ازمة مستمرة

وقال المواطن محمد علي، الذي يعمل في إحدى الورش الصغيرة في المدينة: “كنا نأمل أن تشهد هذه الأيام بداية لتحسن الوضع الاقتصادي بعد السنوات الصعبة والسوداء التي عشناها لكن لا يبدو أن هناك اي انفراجة و الميليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية الرئيسية عن هذا الوضع، فهي من تفرض الضرائب والجبايات على الجميع وتمنع دخول المواد الأساسية وتمنع توحيد العملة، وهي من جعلت من قضية بديهية مثل صرف المرتبات، قضية دولية متعلقة بحل المشاكل والنزاعات الاقليمية، رغم ان اي دولة في العالم مهما كانت تشهد حروبا تقوم بصرف الرواتب بصورة طبيعية، واخشى إذا استمر الوضع هكذا أن تزداد الأمور سوءًا مع مرور الوقت وقد نصل لمرحلة الحرب الاهلية”.

عام صعب

وفي حديثه عن الوضع، قال تاجر آخر من صنعاء، ويدير محلًا لبيع المواد الغذائية بالجملة “منذ بداية هذا العام الوضع كان صعبًا والناس اصبحت غير قادرة على شراء المواد الغذائية لاستقبال رمضان، والعديد من الزبائن غابوا عنا بسبب غلاء الأسعار وتدهور العملة وتدهور الحياة بشكل عام”.

واضاف:” جماعة الحوثي تفرض رسوماً وضرائب على البضائع بشكل مفرط ما يزيد من تكاليفها، وهذه الزيادة يتحملها المواطن البسيط الذي لا يقدر على تحمل المزيد من الأعباء لانه اصلا بدون راتب منذ تسع سنوات، واقتصاد البلد اصبح في أزمة حقيقية، والحوثيين يواصلون الضغط على المواطنين في وقت لا يحتمل فيه أحد أي زيادات إضافية”.

كساد اقتصادي:

ويصف العديد من المواطنين ما يحدث في الأسواق قبل رمضان “بالكساد غير المسبوق” مقارنة بالسنوات الماضية، حين كانت الأسواق تضج بالمتسوقين الذين يسارعون لشراء احتياجاتهم استعدادًا لشهر رمضان الكريم منذ بداية رجب، واليوم لم تتجاوز الحركة التجارية حدود الركود التام، وارتفعت الأسعار بشكل مبالغ فيه، وعجز معظم الناس عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما دفعهم إلى تخفيض مشترياتهم أو حتى الامتناع عن شراء العديد من السلع، وتعد الأسواق قبل رمضان بمثابة “المرآة” للوضع الاقتصادي الحقيقي في البلد، وخلوها من المتسوقين يدل على ان المؤشر قد اقترب بشكل خطير من نقطة الصفر، او انه قد وصل اليه.

زر الذهاب إلى الأعلى