“قصة مدينتين”.. رحلة فنية بين الإسكندرية وأثينا في مكتبة الإسكندرية

في إطار احتفالي يؤكد الروابط التاريخية بين مدينتي الإسكندرية وأثينا، نظمت مؤسسة «آرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور»، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية معرضًا فنيًا خاصًا بعنوان «قصة مدينتين: أثينا والإسكندرية»، الذي استمر في مدينة الإسكندرية حتى 4 الشهر الحالي. وقد شهد افتتاح المعرض حضور ومشاركة مدير إدارة المعارض والمجموعات الفنية في مكتبة الإسكندرية، جمال حسني.
حضر افتتاح المعرض كل من الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة إيست رومان مالدونادو، سفيرة الدومنيكان لدى مصر، إضافة إلى شخصيات ثقافية أخرى شاركت في افتتاح النسخة الأولى من المعرض في أثينا، مثل السفير المصري لدى اليونان، عمر عامر، والدكتور نيكولا ستامبوليدس، مدير متحف الأكروبوليس، ما يعكس الاهتمام الكبير بتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
ويعد المعرض النسخة الثانية، بعد أن استضاف متحف الأكروبوليس في أثينا النسخة الأولى في يونيو/حزيران الماضي. وقد أقيم المعرض برعاية وزارة الثقافة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية في اليونان، لتقديم رؤية فنية فريدة عبر أعمال فنانين من اليونان ومصر، تعكس إلهامًا مشتركًا مستمدًا من الإرث الفني والثقافي للشعبين.
من خلال هذه الأعمال، يسعى المعرض إلى تعزيز الفهم العميق للروابط الحضارية بين المدينتين، واستكشاف ثراء النسيج الثقافي الذي يجمع بين الشعبين.
وأكدت نادين عبد الغفار، مؤسسة «آرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور»، أن المعرض يحتفي بروح الفن والحوار الثقافي بين الإسكندرية وأثينا، قائلة: «يسلط المعرض الضوء على فنانين عالميين استوحوا أعمالهم من الروابط التاريخية الوثيقة بين المدينتين، لتجسد أعمالهم حوارًا فنيًا يعكس العادات والتقاليد والفلسفات المشتركة التي شكلت الحضارتين عبر الزمن. إنه تكريم للعلاقات التاريخية العميقة والهوية المميزة التي تتجاوز حدود الزمان».
كما أشادت بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، مبدية تقديرها لعالمة الآثار كاليوبي باباكوستا وجهودها المميزة التي أسهمت في إقامة المعرضين في أثينا والإسكندرية، وأعربت عن تطلعها لأن يؤدي شغف باباكوستا بالبحث إلى أحد أعظم الاكتشافات الأثرية، وهو مقبرة الإسكندر الأكبر.
وخلال حفل الافتتاح، تحدث الفنان الإيطالي إميليو فيريرو عن فكرته الفنية التي استوحاها من مفهوم «القارة الواحدة»، مُشيرًا إلى أن العالم كان يومًا ما كتلة واحدة، تتجمع حول الشمس في تناغم وسلام. يشارك فيريرو للمرة الثالثة في معارض مؤسسة «آرت دي إيجيبت»، بعدما شارك في «الأبد هو الآن» و»حي القاهرة الدولي للفنون»، معبرًا عن سعادته بالدور الثقافي الذي تلعبه المؤسسة في تقديم معارض فنية متنوعة.
كما تحدثت نهى ناجي، أرملة الفنان الراحل حازم المستكاوي، عن مشاركة عمل زوجها الفني الذي يعكس تجربته الخاصة مع الأوراق الرسمية والأختام بعد عودته إلى مصر، حيث شكلت البيروقراطية جزءًا كبيرًا من يومياته. استخدم المستكاوي الكارتون والشاشة في إنجاز هذا العمل خلال شهر، وهو الظهور الثاني لهذا العمل في معرض فني، مما يشعرها بالفخر لأن أعمال زوجها ستبقى حية.
وأشار الشيخ راشد خليفة إلى أن فكرته الفنية تمثلت في تصميم «المشربية» بلمسة عصرية، مستوحاة من تجربة فنية في لندن تتطلب دمج الأسلوب الشرقي بروح معاصرة. ولفت خليفة إلى أهمية ما تقوم به «آرت دي إيجيبت» من دور كبير في إثراء المشهد الفني في المنطقة.
كما قدم الفنان سعيد بدر رؤيته حول مفهوم عمله «تاريخ المدينة»، الذي يتناول دمج الثقافات من خلال ثلاث قطع فنية: الأولى تعكس الأبجدية القديمة، والثانية تجسد النور المنبعث من الكلمات، والثالثة بوابة مدينة تحمل كلمات من شعر الأبنودي، مؤكداً أن الفن لغة عالمية تتجاوز الحدود وتجمع الشعوب.
وأعرب الفنان أرتور ليتشر عن سعادته بالمشاركة مرة أخرى في المعرض، خاصةً في مكتبة الإسكندرية، التي تعتبر رمزًا للثقافة والتاريخ. استعرض ليتشر فكرته الفنية عبر «كتاب مصنوع من الخشب والنحاس والخيوط»، حيث يعبر من خلال صمته عن لغة الطبيعة الصامتة التي تأمل أن يفهمها الجميع.
من جانبه، تحدث الفنان ميشا قطاوي عن عمله الفني الذي يتضمن قطعًا من أحجار الشوارع التي تعود إلى الحضارات اليونانية والرومانية، مجسدًا عبرها رحلة هذه الأحجار عبر التاريخ. وأشار إلى أن فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا منحته فرصة لرؤية تلك الأحجار بعمق.
ويشارك في المعرض عدد من الفنانين الدوليين، منهم عمر طوسون، سعيد بدر، إزميرالدا كوزماتوبولوس، جان بوغوسيان، أنطونيلا ليوني، الشيخ راشد الخليفة، إميليو فيررو، حازم المستكاوي، أرتور ليشر، ميشا قطاوي، كوستاس فاروتسوس، وكريم الحيوان. وتأتي مشاركة حسن رجب لأول مرة من خلال عرض فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يستعرض الروابط الثقافية والتاريخية بين اليونان والإسكندرية.
تعرض الأعمال الفنية داخل مكتبة الإسكندرية وأيضًا في ساحتها الخارجية، مما يتيح للزوار فرصة لاستكشاف الفن في أجواء تجمع بين المعمار والتراث.

Exit mobile version