أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل أكثر من 100 شخص منذ فجر الخميس في غارات إسرائيلية متفرقة، فيما قالت حركة “حماس” إن إسرائيل تواجه جهود الوسطاء بزيادة “الضغط العسكري”.
وجاء في بيان للحركة إنه “في الوقت الذي تبذل فيه الأطراف الوسيطة جهوداً حثيثة لإعادة المسار التفاوضي إلى سكته الصحيحة، يقابل الاحتلال الصهيوني هذه المساعي بالضغط العسكري على المدنيين الأبرياء، عبر القصف الجماعي، وفرض المزيد من المعاناة على شعبنا، في محاولة يائسة لفرض شروطه تحت النار”.
“أداة للإبادة”
في الموازاة، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الخميس إن الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع أصبح “أداة للإبادة”، وذلك بعدما منعت تل أبيب منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي دخول المساعدات الإنسانية.
مجازر متواصلة
وبالعودة إلى ضربات اليوم الخميس على القطاع، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن حصيلة الضحايا منذ فجر اليوم وصلت إلى 103 قتلى، مضيفاً “ما زالت مجازر الاحتلال متواصلة… وعدد الضحايا في ازدياد”.
وتحدث أمير صالحة (43 سنة) من منطقة تل الزعتر في شمال القطاع عن “قصف إسرائيلي عنيف طوال الليل، نشعر بأن الخيمة ستطير من مكانها، قذائف الدبابة تضرب على مدار الساعة والمنطقة مكتظة بالسكان والخيام” التي نصبها النازحون في مناطق عدة.
“منطقة حرية”
من جهته قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس إنه يريد من الولايات المتحدة أن “تأخذ غزة” وتحولها إلى “منطقة حرية”، وسط استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في القطاع.
وأوضح ترمب من قطر “لدي تصورات جيدة جداً لغزة، وهي جعلها منطقة حرية” مضيفاً “سأكون فخوراً لو امتلكتها الولايات المتحدة وأخذتها، وجعلتها منطقة حرية”.
وفي تفاصيل الغارات، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل “انتشال 13 قتيلاً من تحت أنقاض منزل عائلة سمور، الذي قصفته طائرات الاحتلال فجر اليوم في شارع الفحم شرق مدينة خان يونس” جنوب القطاع.
وبحسب بصل، أدت الغارات الإسرائيلية أيضاً إلى مقتل تسعة آخرين داخل بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، التي شهدت أيضاً مقتل ستة آخرين داخل مناطق متفرقة منها.
وفي بلدة القرارة شمال خان يونس سقط “خمسة قتلى”، وثلاثة آخرون في استهداف منزل وسط المدينة الجنوبية.
وقال بصل إن قتيلين سقطا داخل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع وثلاثة آخرين في دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي شمال قطاع غزة، أشار بصل إلى انتشال “سبعة قتلى” من جباليا، وثلاثة في حي النصر وواحد داخل حي التفاح وآخر في بيت لاهيا.
والأربعاء وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العاصمة القطرية، في ثاني محطة له ضمن الجولة الخارجية الرسمية التي يجريها في الخليج، وهي الأولى له خلال ولايته الثانية.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية في مقابلة أمس الأربعاء، إن الهجمات الإسرائيلية على غزة هذا الأسبوع تظهر عدم اكتراثها بالتفاوض على وقف لإطلاق النار.
واعتبر رئيس الوزراء القطري أن خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة لغزة غير ضرورية، وشدد على ضرورة السماح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.
ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي مطلع مايو (أيار) الجاري على خطة للسيطرة على القطاع ونقل عدد من سكانه، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
وقال المجلس إن هدف الخطة القضاء على “حماس” وشن “ضربات قوية” ضدها من دون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.
وفي بيان صادر عن مكتبه أول من أمس الثلاثاء، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيدخل قطاع غزة “بكل قوته” خلال الأيام المقبلة.
وقُتل في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم مباغت شنته “حماس” على جنوب إسرائيل، ما لا يقل عن 52928 فلسطينياً معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ”حماس”.