أثار الإعلان الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) قلقاً دولياً بالغاً بشأن حالة الأمن والسلامة في موقع محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا، التي لا تزال تحت السيطرة الروسية منذ بداية الحرب. فقد أكدت الوكالة أن الدرع الواقي الذي يغطي المفاعل رقم 4، وهو المفاعل الذي شهد الكارثة النووية عام 1986، قد تضرر بشكل كبير، وأنه لم يعد بإمكانه أداء وظيفته الأساسية لضمان السلامة والحماية من الإشعاع.
ويُعرف هذا الهيكل الضخم باسم “القبو الآمن الجديد” (New Safe Confinement – NSC)، وهو سقف قوسي عملاق وُضع فوق المفاعل المدمر في عام 2016 لتحويل الموقع إلى نظام بيئي آمن ومستقر، ويُعد من أكبر الهياكل المتحركة على وجه الأرض.
تعود أسباب هذا الضرر، حسب التقارير، إلى تعرض الموقع للقصف والعمليات العسكرية المستمرة في المنطقة، خاصة بعدما سقطت إحدى الطائرات الروسية المسيرة على هيكل القبو، مما أدى إلى حدوث تشققات وتدهور في بعض الألواح الخارجية.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتمتع بوجود مراقبين في الموقع بشكل دوري، إلى أن الأضرار قد تهدد قدرة القبو على احتواء المواد المشعة، حيث أن أي تلف في نظام التهوية أو أختام العزل يمكن أن يؤدي إلى تسرب مواد نووية في الغلاف الجوي المحيط. وعلى الرغم من أن المفاعل متوقف عن العمل منذ عقود، إلا أنه يحتوي على كميات هائلة من الوقود النووي والمواد المشعة الأخرى التي يجب أن تبقى محصورة بشكل آمن.
وفي أعقاب هذا التدهور، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن الوكالة ستعمل بالتعاون مع السلطات الأوكرانية على تقييم الأضرار بشكل شامل لتحديد الإجراءات التصحيحية الضرورية بشكل عاجل.
وشدد غروسي على أن صيانة القبو أمر حيوي للأمن النووي العالمي، وأن أي إهمال أو تأخير في إصلاح الأضرار قد يكون له عواقب وخيمة تمتد آثارها إلى ما وراء حدود أوكرانيا. ويُعد غروسي من المدافعين بشدة عن إنشاء منطقة أمن نووي محايدة حول محطات الطاقة النووية الأوكرانية لتقليل مخاطر وقوع كوارث إشعاعية، على غرار ما حدث حول محطة زاباروجيا.
من جانبها، أعربت الحكومة الأوكرانية عن قلقها الشديد إزاء تقارير الوكالة، محملة روسيا المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النووية في البلاد، ومؤكدة على ضرورة انسحاب القوات الروسية من جميع المنشآت النووية لإتاحة المجال أمام فرق الصيانة الدولية للقيام بعملها. وفي الوقت ذاته، دعت أوكرانيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم التقني والمالي اللازم لتمويل عمليات الإصلاح المعقدة للقبو الآمن الجديد.
تجدر الإشارة إلى أن القبو كان قد كلف مليارات الدولارات بتمويل دولي، واستغرق بناؤه سنوات طويلة، ويعكس استثماراً دولياً هائلاً في سلامة الموقع. وتستمر المفاوضات والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى آلية لضمان سلامة جميع المحطات النووية الأوكرانية في ظل استمرار الحرب.

كيف حسمت إسرائيل صفقة الغاز مع مصر؟
إسرائيل تغرق غزة بالمخدرات وسط حصار مستمر
منظمات أممية توثق أضرار الأمطار وانهيار المباني في غزة
13 وفاة بسبب البرد والعفو الدولي يحمل إسرائيل المسؤولية