
احتفلت قوات “حماية حضرموت”، الأحد، بتخريج دفعة الاستجداد الثانية من منتسبيها، في عرض عسكري مهيب أقيم بمدينة المكلا، وسط حضور رسمي محدود وصمت لافت من السلطات المركزية، في ظل استمرار الجدل حول شرعية هذه القوات الخارجة عن إطار مؤسسات الدولة.
الاحتفال الذي ترأسه الشيخ عمرو بن حبريش العليي، القائد الأعلى لقوات حماية حضرموت ورئيس حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، شهد كلمات تؤكد على “ثبات القوات على الأرض” و”المضي نحو بناء مؤسسة عسكرية حضرمية مستقلة”، في سياق ما وصفه بن حبريش بـ”المشروع المستقبلي لحضرموت” الذي يهدف إلى تجاوز المظالم التاريخية وتعزيز القرار المحلي المستقل.
وأكد بن حبريش أن “الهيمنة الخارجية لن تزول إلا بوحدة الصف الحضرمي وتقوية المؤسسات الأمنية والعسكرية”، داعيًا إلى الانضباط واليقظة والابتعاد عن أسباب التفرقة، في خطاب حمل رسائل سياسية واضحة تعكس تصاعد الطموحات الانفصالية أو الذاتية في المحافظة النفطية.
ويأتي هذا التخرج بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذها حلف قبائل حضرموت خلال الأشهر الماضية، شملت تشكيل ألوية جديدة وتعيين قيادات عسكرية، أبرزها اللواء مبارك أحمد العوبثاني كقائد عام للقوات، في خطوة أثارت انتقادات واسعة لكونها خارج إطار وزارة الدفاع ومجلس القيادة الرئاسي.
وكان بن حبريش قد أعلن في ديسمبر الماضي تأسيس قوات “حماية حضرموت” مبررًا ذلك بـ”المصلحة العامة ومواجهة الإرهاب وحماية الثروات”، وسط تقارير تتحدث عن دعم سعودي مباشر لهذه التشكيلات، في ظل تنافس محموم بين الرياض وأبوظبي على النفوذ في حضرموت.
وتشير مصادر محلية إلى أن قوات الحلف نشرت نقاطًا مسلحة في مداخل المحافظة ومواقع إنتاج النفط، ما يعكس تصاعدًا في التحركات الميدانية التي تثير مخاوف من تفكك المنظومة الأمنية الرسمية، وتفاقم الصراع بين مكونات التحالف في اليمن.
ورغم الطابع الاحتفالي للفعالية، فإن غياب أي تعليق رسمي من الحكومة أو وزارة الدفاع يعزز المخاوف من أن تكون حضرموت على أعتاب مرحلة جديدة من التشكيلات العسكرية غير النظامية، التي قد تعمّق الانقسامات وتضعف سلطة الدولة المركزية في واحدة من أهم المحافظات اليمنية اقتصاديًا واستراتيجيًا






