
كشفت مصادر مطلعة على كواليس الصراع داخل جماعة الحوثي عن تجدد محاولات الإيقاع بين الشيخ فارس الحباري، المعين من قبل الجماعة محافظًا لمحافظة ريمة، والشيخ حنين قطينة، محافظ المحويت، في سياق صراع متصاعد على النفوذ والموارد في منطقة عيون سردد، إحدى أبرز المناطق الطبيعية في شمال اليمن.
ووفقًا للمصادر، فإن قيادات نافذة في وزارة الداخلية التابعة للحوثيين تقود تحركات تهدف إلى تأجيج الخلاف بين الطرفين، مستغلةً النزاع القائم حول ملكية أراضٍ ومصادر مياه في منطقة عيون سردد، التي يمتلك الحباري جزءًا منها بوثائق وراثية، ويستثمرها في مشاريع ذات طابع سياحي وبيئي.
وتشير المعلومات إلى أن هذه التحركات تأتي في سياق محاولات متكررة لعزل الحباري سياسيًا وقبليًا، عبر دفعه إلى مواجهة مباشرة مع قطينة ورجال قبائل المحويت، وذلك بعد فشل عدة لجان وساطة سابقة، ترأسها كل من مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم، في احتواء الخلاف.
وتتهم قيادات حوثية الشيخ الحباري بالاستيلاء على محمية عيون سردد وتحويلها إلى مشروع خاص، في حين يرى مقربون منه أن تلك الاتهامات تأتي ضمن حملة ممنهجة لتقويض نفوذه، خاصة بعد رفضه السماح بتركيب منظومات شمسية لضخ المياه من المنطقة إلى مديرية الرجم، ما اعتبره البعض محاولة لفرض أمر واقع دون توافق قبلي أو قانوني.
وتُعد منطقة عيون سردد، الواقعة بين الحيمة الداخلية وجبل المحويت، من أبرز المناطق البيئية في اليمن، حيث تتلاقى فيها ينابيع المياه الحارة والباردة في مشهد طبيعي نادر، وسط مطالبات متزايدة من السكان المحليين بحمايتها من التسييس والصراعات القبلية.






