تقارير

قيادات من صعدة تلتهم مزارع واراضي شاسعة في الحديدة


تقرير خاص

 اراضي ومزارع بالاف الهكتارات في محافظة الحديدة التهمتها الميليشيا الحوثية بالإكراه أوعن طريق الشراء البخس مستغلة الفقر والحاجة، والنتيجة مساحات تصل مد البصر جميعها لمشرفي الصف الاول او ( خبرة السيد ) وهو المصطلح الذي يقصد به المشرفين المنتمين الى محافظة  صعدة.

و في ظل حديث اهل الحديدة عن ( احتلال زيدي) يؤكد تقرير لجنة العقوبات الخاص بالامم المتحدة والمقدم الى مجلس الامن الدولي نهاية ديسمبر 2022، أن ( جماعة الحوثي استولت على مساحات شاسعة من الأراضي تقدر قيمتها بمبلغ 80 مليار ريال يمني في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة بدعوى انها تابعة للأوقاف،كما وثق التقرير قيام الجماعة الانقلابية الحوثية  بمصادرة حوالي 12 الف و 744 كيلو متر مربع  في منطقة القصرة بمديرية بيت الفقيه وبقيمة حوالي 15 مليار ريال يمني ، وأكد التقريركذلك  قيام الحوثيين بالاستيلاء “على أراضي ومباني في مناطق أخرى مختلفة من الحديدة، مما أدى إلى طرد مئات الأسر المدنية وفقدان سبل عيشها)

 (حنشان الظمأ)  .. حيتان الأراضي

الى جاب ذلك، أشار مصدر في ” الهيئة العامة للمساحات والاراضي” بصنعاء “لموقع الوعل اليمني ” ان محافظة الحديدة تحتل المرتبة الاولى بين المحافظات اليمنية من حيث مساحة الاراضي المنهوبة من قبل جماعة الحوثي تليها صنعاء وذمار وإب وحجة، وبحسب الصدر ذاته فإن غالبية المتسلطين على الاراضي في الحديدة هم قيادات حوثية كبيرة  من محافظة صعدة على رأسهم (احمد حامد) و (سعيد الجمل) و(عبدالله الرزامي) و(محمد عبدالسلام فليتة) و(محمد علي الحوثي) والهالك ( صالح الصماد)، أما من خارج محافظة صعدة فيحتل القيادي الحوثي ( فارس الحباري) حوالي(40 الف لبنة) في وادي سهام، في حين يسيطر الصراف ( محمد لطف سويد) الموالي للحوثيين على ( 32 الف لبنة) من مزارع التحيتا، ويبسط القيادي يوسف المداني صهر زعيم الحوثيين يده على( 27 الف لبنة) في منطقة المراوعة، هذا في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير الامم المتحدة عن كوارث انسانية يعيشها سكان محافظة الحديدة على وجه الخصوص نتيجة الجوع والفقر وموجات الحر الشديد.

سطو (بالمصاهرة)

ويقول المواطن ” خالد” من سكان تهامة” لموقع الوعل اليمني ” بأنه اصبح كـ(الغريب في بلده) في ظل سطوة المشرفين القادمين من الجبال على الاراضي والوديان التهامية، كاشفاً عن خطة (المصاهرة) التي ينجح الحوثيين غالباً في تطبيقها على ابناء المحافظة الاشد فقرا في اليمن، والخطة- بحسب خالد- هي ان يتقدم المشرف  او القيادي بطلب شراء ارض بسيطة بسعر مجزي فيوافق صاحب الارض، بعدها بفترة يطلب المشرف القرابة من صاحب الارض السابق (الزواج من ابنته او احد اقاربه) ثم يخبرهم بعدها بأنه اصبح واحداً من الاهل وعليه يجب على صاحب الارض بيع بقية اراضيه للصهر عرفياً بثمن بخس وذلك بغرض حمايتها من المشرفين الاخرين الطامعين فيها فيوافق الرجل على البيع وبعدها يطلب المشرف من تلك الاسرة العمل في هذه الاراضي وتنميتهابحكم انهم اعرف منه بالزراعة، وبذلك يتحول اصحاب الارض في فترة وجيزة الى مجرد عمال عند المشرف الذي صار هو المالك الفعلي للارض، و في احيان كثيرة يتم تطليق ابنة المالك السابق للارض بعد هذه المرحلة ونجاح خطة السطو.

ثأر قديم

وتحتفظ العقلية الإمامية بذكرى سيئة لأبناء تهامة تمتد من عهد الإمام يحيى حميد الدين وحروبه المريرة مع قبائل تهامة واشرسها على الاطلاق قبيلة ( الزرانيق) التي رفضت الرضوخ لحكم الإمام يحيى ومن بعده الإمام احمد، وما ارتكبه يحيى وابنه احمد من مجازر بحق ابناء تهامة بسبب تمردهم عليهم انطلاقاً من فتاوى متطرفة اباحت للإمام قتل ابناء تهامة والساحل واخذ ممتلكاتهم بدعوى انهم من ابناء (السنة ) ومن اشهرها فتوى مفتي الإمام ” محمد بن عقيل التي قال فيها مخاطبا الامام يحيى أدام الله جلال الجناب الرفيع صاحب السمو الكريم العالي سليل الأطهار جلال الإسلام شرف الأنام سيف الإسلام محمد نجل أمير المؤمنين يحيى، أحيا الله بكم الإسلام وأذل الطائفة اللئام وأعز أنصاركم، نصركم الله وأيدكم بروح منه على أعداء الدين المارقين”

مضيفا : ” مولاي ما أبرك اليوم الذي نشر فيه تلغرافكم المبين بدخول جيوش المؤمنين بيت الفقيه، وتسليم بقية الخارجين، فوالله أزاح هذا الانتصار كابوسًا على قلوبنا طالما قاسيناه، وكم كنت أتمنى ذلك اليوم الذي نسمع فيه سحق الزرانيق، ويا ليتني كنت مع الفاتحين لكنت تقرّبت إلى الله بقتل صغارهم قبل كبارهم.، ولذلك يعد الكثير من الباحثين ذلك العداء القديم من أهم اسباب الوحشية الحوثية ضد ابناء الحديدة، ويقول الباحث “معاذ القيسي” من مركز أبعاد للدراسات والبحوثث بمارب أن : ( مليشيا الحوثي الإمامية تواصل نهج الظلم والاستبداد الموروث ضد ابناء تهامة في العقلية الإمامية التي تعد حركة الحوثي امتداداً لها ونسخة طبق الاصل في الظلم والجبروت والنظرة الدونية  والاحتقار، ومايريده الحوثيين اليوم من الشعب اليمني عامة ومن اهل الحديدة على وجه الخصوص هو جرهم من  جديد نحو الماضي الأسود من التاريخ الإمامي المجرم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى