
غزة- متابعة الوعل اليمني
حذر نيستور أوموهانجي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، اليوم الأحد، من أن القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على موظفي الأمم المتحدة تعرقل تقديم الدعم الإنساني لسكان غزة والقدس. وأشار إلى أن نظام التأشيرات الصارم يجعل دخول الموظفين صعبًا، وحتى من يحصلون على التأشيرات قد يُمنع من العودة، ما يقلل فعالية العمل الإنساني بشكل كبير.
وأوضح أوموهانجي أن الاحتلال يمنع إدخال معدات طبية أساسية للولادات الآمنة، بما في ذلك أجهزة الموجات فوق الصوتية والأدوات الجراحية، بحجة “مزدوجة الاستخدام”، وهو ما يعطل خدمات الصحة الإنجابية ويجعل تقديم الرعاية الكاملة مستحيلًا. وأضاف أن ما يعيشه سكان غزة يفوق قدرة البشر على التحمل، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار الحالي لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
من جانبها، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من أن الأرصدة الصفرية للأدوية والمستهلكات الطبية في القطاع تجاوزت مستويات كارثية. وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم، أن 52% من قائمة الأدوية الأساسية، و71% من المستهلكات الطبية، و70% من المستهلكات المخبرية رصيدها صفر. وأكدت أن الأزمة تتفاقم مع زيادة الحاجة للتدخلات العلاجية للجرحى والمرضى.
وأشارت الوزارة إلى أن الرعاية الأولية، والجراحة، والعمليات، والعناية المركزة، وعلاج السرطان، وأمراض الدم تواجه نقصًا شديدًا في قوائم الأدوية، فيما تعاني أقسام جراحة العظام والكلى والغسيل الكلوي والعيون والجراحة العامة والعناية الفائقة تحديات كارثية بسبب نقص المستهلكات الطبية. وطالبت الوزارة بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لضمان استمرار عمل الطواقم الطبية.

وتؤكد الوزارة أن إسرائيل تمنع إدخال قدر كافٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية إلى غزة، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويعاني نحو 2.4 مليون فلسطيني من أوضاع مأساوية في القطاع، وسط استمرار القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل 373 فلسطينيًا وإصابة 970 آخرين منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وكان من المفترض أن ينهِي اتفاق وقف إطلاق النار حربًا طويلة شنّتها إسرائيل منذ أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 70 ألف قتيل وما يزيد على 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توفي ستة مرضى في مجمّع الشفاء الطبي نتيجة نفاد الأدوية الأساسية، وفقًا لتصريحات مدير المجمّع محمد أبو سلمية، الذي حمّل الاحتلال مسؤولية منع دخول الأدوية. وأوضح أن نسبة وفيات الأطفال الخدج ارتفعت إلى نحو 35% بسبب نقص الرعاية والأدوية الخاصة بالعناية المركزة لحديثي الولادة، مؤكدًا أن الوضع الصحي في غزة يشهد انهيارًا متسارعًا وخطيرًا.
ويستمر القطاع الصحي في غزة منذ أكثر من عامين في التدهور بسبب الحصار الإسرائيلي وقيود إدخال الإمدادات الطبية والوقود، ما أدى إلى توقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل أو تقليص خدماتها. وتحذر منظمات دولية من أن البنية الصحية في القطاع باتت على وشك الانهيار، في ظل تزايد أعداد الجرحى والمرضى وعدم توفر الأدوية والعلاجات الأساسية.






