أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي، يسارييل كاتس، بتصريحات مثيرة للجدل اليوم الخميس، أكد فيها بوضوح أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة في المستقبل المنظور، مشدداً على أن السيطرة الأمنية الإسرائيلية ستبقى مستمرة لضمان عدم عودة التهديدات العسكرية من القطاع، وهو ما يمثل تحدياً صريحاً للمطالبات الدولية بوضع جدول زمني للانسحاب.
وفي تطور لافت يتجاوز الطابع الأمني إلى الجانب الاستيطاني، كشف كاتس عن مخططات حكومية لتقسيم وتثبيت بؤر استيطانية في مناطق استراتيجية داخل القطاع، تهدف إلى خلق واقع ديموغرافي وأمني جديد يمنع التواصل الجغرافي لبعض المناطق، معتبراً أن “الاستيطان هو الرد الأمثل لضمان أمن إسرائيل الدائم”، وهو ما يُعد إشارة واضحة لعودة الاستيطان إلى غزة بشكل رسمي وممنهج بعد انسحاب عام 2005.
وأوضح وزير الدفاع أن هذه البؤر ستكون بمثابة “نقاط ارتكاز” عسكرية ومدنية في آن واحد، وسيتم دعمها ببيئة تحتية متكاملة لضمان بقائها، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية ترفض تماماً فكرة “اليوم التالي” التي تتضمن تسليم السلطة في غزة لأي جهة فلسطينية أو دولية في الوقت الراهن، بل تسعى بدلاً من ذلك إلى تكريس احتلال طويل الأمد تحت مسمى “المناطق الأمنية العازلة”.
وقد أثارت هذه التصريحات موجة عارمة من التنديد الفلسطيني والدولي، حيث اعتبرتها الرئاسة الفلسطينية إعلاناً رسمياً لضم قطاع غزة وتكريساً لسياسة الأبارتهايد، بينما حذرت منظمات حقوقية دولية من أن تحويل البؤر الاستيطانية إلى واقع دائم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، ويقضي نهائياً على أي فرصة مستقبلية لحل الدولتين.
داخلياً في إسرائيل، قوبلت تصريحات كاتس بتأييد واسع من أحزاب اليمين المتطرف التي رأت فيها “تحقيقاً للعدالة التاريخية”، في حين حذرت أصوات من المعارضة وبعض القيادات الأمنية السابقة من الكلفة الباهظة لهذا القرار، سواء على مستوى أرواح الجنود الذين سيضطرون لحماية هذه البؤر في بيئة معادية، أو على مستوى العزلة الدولية المتزايدة التي قد تواجهها إسرائيل نتيجة هذه الخطوات التصعيدية.

نتنياهو يسعى لتكريس “الخط الأصفر” حدودا جديدة مع غزة بدعم أمريكي
بلجيكا تكسر الصمت الأوروبي وتنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال أمام العدل الدولية
الأمن التركي يفكك خلايا “داعش” في إسطنبول ويحبط هجمات كانت تستهدف احتفالات الميلاد
الأردن يعلن استعادة جثمان منفذ عملية “اللنبي” من الجانب الإسرائيلي