أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين، بشكل رسمي عن استشهاد ناطقها العسكري الشهير “أبو عبيدة”، الذي ارتبط اسمه بالكوفية الحمراء وصوت المقاومة طوال عقدين من الزمن. وأوضح البيان الذي تلاه الناطق العسكري الجديد للكتائب، أن أبو عبيدة ارتقى إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً كان يتواجد فيه بمدينة غزة في الثلاثين من أغسطس الماضي، منهيةً بذلك أربعة أشهر من الغموض والتكهنات حول مصيره منذ الإعلان الإسرائيلي الأول عن استهدافه.
وكشف البيان للمرة الأولى وبشكل رسمي عن الهوية الحقيقية للناطق العسكري، وهو القائد حذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو إبراهيم)، مشيراً إلى أنه لم يكن مجرد متحدث إعلامي بل كان رئيساً لدائرة الإعلام العسكري وعضواً فاعلاً في المنظومة القيادية التي أدارت معركة “طوفان الأقصى”.
وأكدت القسام أن تأخير الإعلان عن استشهاده جاء في إطار “تقديرات أمنية وميدانية” خاصة، وضمن سياسة التعتيم التي اتبعتها المقاومة خلال مراحل الحرب الماضية، مشددة على أن “غياب الجسد لا يعني غياب النهج” وأن خلفاءه سيواصلون حمل الرسالة ذاتها.
وشمل الإعلان الرسمي أيضاً نعياً لمجموعة من كبار القادة العسكريين في الكتائب الذين ارتقوا في مراحل مختلفة من المواجهة، وعلى رأسهم القائد محمد السنوار (أبو إبراهيم)، الذي تولى رئاسة أركان الكتائب خلفاً للشهيد محمد الضيف، بالإضافة إلى محمد شبانة قائد لواء رفح، ورائد سعد رئيس منظومة التصنيع العسكري، وحكم العيسى أحد قادة ركن العمليات.
وأشار البيان إلى أن هؤلاء القادة ارتقوا في ميادين الدفاع والمواجهة، مؤكداً أن دماءهم ستبقى وقوداً لمواصلة “طريق التحرير” رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب الطويلة على قطاع غزة.
وفي ختام البيان، وجهت الكتائب رسالة إلى الجبهة الداخلية الفلسطينية والاحتلال على حد سواء، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الحالي مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خروقات، ومشددة على أن سلاح المقاومة سيبقى “مشرعاً” طالما بقي الاحتلال فوق الأرض الفلسطينية.
وأثار هذا الإعلان موجة واسعة من ردود الفعل في الشارع الفلسطيني والعربي، حيث يُنظر إلى “أبو عبيدة” كرمز أيقوني استطاع بناء سردية إعلامية قوية خلال جولات الصراع المتعددة، مما جعل من رحيله حدثاً مفصلياً في تاريخ الإعلام العسكري الفلسطيني.
