كيف تحولت الحافلة إلى محرقة لـ 19 ضحية في العرقوب؟ شهادة ناجٍ ومصادر رسمية تروي الفاجعة – صور

“شممت رائحة الموت قبل أن نصل إلى العرقوب”
بهذه الكلمات بدأ محسن مهدي الجنيدي، أحد الناجين من حادثة احتراق حافلة شركة “صقر الحجاز”، سرد تفاصيل الرحلة التي تحولت إلى كارثة إنسانية في نقيل العرقوب بمحافظة أبين، فجر الأربعاء.

الجنيدي، الذي نجا مع أسرته بأعجوبة، يروي أن الرحلة انطلقت من العزيزية بالرياض، وكان كل شيء يبدو طبيعيًا حتى بدأت رائحة الحريق تتسلل إلى الحافلة. “سألت عنها، فقالوا إنها رائحة البواش، وأن الفرامل ستُغيّر في العبر”، يقول الجنيدي، مضيفًا أن إحدى الراكبات نزلت في شرورة بسبب انزعاجها من الرائحة، وكأنها كانت تستشعر الخطر القادم.

في العبر، استُبدل السائق الذي بدا عليه الإرهاق، بآخر كان منزعجًا من حالة الفرامل، واتُفق على تغييرها في عتق، لكن ذلك لم يحدث. “حتى قبل الحادث، كدنا نواجه كارثة في منطقة النقبة، لكن لطف الله حال دونها”، يضيف الجنيدي، مؤكدًا أن السائقين كانا في غاية الأدب والتعاون، ولم يرفضا أي طلب من الركاب.

لحظة الانفجار.. من رحلة إلى رماد

في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، وبين منعطفات نقيل العرقوب الجبلية، فقد السائق السيطرة على الحافلة بسبب خلل في المكابح، ما أدى إلى انقلابها واصطدامها بسيارة صغيرة من نوع “فوكسي”. الحافلة اشتعلت فورًا، وتحولت إلى كتلة من اللهب، أودت بحياة 19 راكبًا بينهم نساء، بينما نجا سبعة آخرون بإصابات متفاوتة.

فرق الإنقاذ واجهت صعوبات بالغة في الوصول إلى الموقع بسبب وعورة الطريق وشدة النيران، وتم نقل المصابين إلى مستشفى شقرة الريفي، ثم إلى مستشفيات جعار وعدن.

تفاصيل الحادث:

دعوات للتحقيق والمحاسبة

الحادثة أثارت موجة من الغضب والحزن، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل في أسبابها، ومحاسبة الجهات التي منحت تراخيص تشغيل لحافلات لا تستوفي شروط السلامة الفنية. كما دعت شرطة السير سائقي النقل الجماعي إلى توخي الحذر في المنحدرات الجبلية، والالتزام بتعليمات السلامة المرورية.

Exit mobile version