مقالات

كيف قتل الأمريكان مواطنيهم من أجل تحرير ٤ إسر..ائليين؟!

بقلم “صدام الحريبي

لم تأتِ مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن حول إيقاف إطلاق النار في غز..ة قبل أيام بالصّدفة، بل كانت ضمن الخطّة التي جُهّزت منذ فترة من أجل تحرير ٤ أسرى إسر.ا.ئيليين كانت المقا.و.مة قد أسرتهم في ٧ أكتوبر.

فمن وجهة نظري أن جُلّ تحركات الأمريكان يتم تنفيذها لهدفين، الأول من أجل دعم الصها..ينة حتى وإن كنا نرى عكس ذلك، فلا يمكن بتاتا أن يترك الأمريكان الصها….ينة لوحدهم حتى وإن وصلت المشاكل بين بايدن ونتنياهو حد السماء، فأمريكا ومعظم دول أوروبا تديرها منظمة صهيو..نية ولا تستطيع أبدا الخروج عنها، بالإضافة إلى أن الصها..ينة المتواجدين في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكّلون حاجز صد دفاعا عن دول أوروبا وغيرها من وجهة نظرهم جميعا.

أما الهدف الثاني، وهو من أجل إرضاء الأصوات الأمريكية والأوروبية الغاضبة التي تنادي بوقف سفك دماء الأطفال والنساء في غز..ة، فأمريكا وحلفائها يخافون من تطوّر هذه المظاهرات إلى ثورات عارمة، خصوصا وأن الصها..ينة لا يُقاتلون أبطال القسا..م وجها لوجه، بل يقذفون البراميل والأسلحة المحرّمة على أطفال ونساء ومنازل القطاع.

منذ أمس أقام الصها..ينة الدنيا ولم يقعدوها بعد أن حرّرت قوات (عسكرية برية وجوية وبحرية واستخباراتية أمريكية وأوروبية وغيرها مجتمعة) أربعة أسرى لم يستطيعوا الوصول حتى إلى واحد منهم منذ ٨ أشهر، ليصل الجيش الذي لا يُقهر إلى حقيقة حتمية أنه فاشل، وقد قهرته حما..س لوحدها رغم حصارها.

أجزم أن تحرير أسرى الصها…ينة ليس انتصارا لأمريكا ونتنياهو وحلفائهم، وهذه حقيقة يعترفون بها هم، وليست مجرّد تغطية على فشل أو هزيمة كما قد يفهمها البعض، بل إنه يقين مبين قوي وواضح بأن الأمريكان والصها..ينة وخلفهم دول العالم الصهيو..ني أصبحوا مساكين وأصبحنا نشفق عليهم وهم يبحثون عن أتفه انتصار ليحتفلوا به، ويتخلّصوا من خلاله من الضغط الشعبي ضدهم، فقد أوصلت حما.س لوحدها المستوطنون إلى درجة ضرب صور نتنيا.هو بالحذاء بالقرب من مقر سكنه المحتل، فقد كان الجميع يتوقّع أن يتم تحرير أسرى الصها..ينة خلال فترة وجيزة.

أحد الأصدقاء أخبرني أن أحد حَمَلَة إحدى الجنسيات العربية أخبره بداية الطو.فان أن الصها.ينة سيحرّرون أسراهم خلال شهر واحد فقط وعلى عين حما..س، وأخبره آنذاك أن الصها..ينة تأخّروا خلال شهر لأنهم أعطوا حما..س مهلة حتى تسلّمهم كي لا يكونوا سببا في تدمير غز..ة لأنهم دعاة إنسانية، وقد كان هذا بعد استشهاد آلاف الأطفال.. ثم بعد ذلك قال هذا الأعرابي المتصه..ين لصديقي إنهم كانوا يتوقّعوا أن يحرّر الصها..ينة أسراهم خلال شهر، لكن لم يحدث ذلك وبدأ يسرد المبررات الواهية، فقد كان أكثر صهيو…نية من جو بايدن!

لسنا بصدد إقناع أحد بأن هذا ليس انتصارا للصها..ينة، فالأمور واضحة، لكننا فقط نوضّح أن الانتصارات لا تكون بهذا الشكل، فبينما يمتلك الصها…ينة خرسانة أسلحة ضخمة تدعمهم بها كبرى دول العالم، وأموال وغذاء تدعمهم بها أغنى دول العالم بما في ذلك دولا عربية، لم تستطيع إخضاع غز..ة والمقاو..مة، بينما حما..س لا تمتلك شيء سوى ثقتها بالله ومع ذلك داست على رأس الأعداء وجعلتهم أضحوكة أمام الشعوب.

عموما ما زالت لدى حماس ملفات وأوراق كبيرة وكثيرة أعتقد أنها ستُدخل الإدارة الأمريكية ومن معها في صدمة وحالة سريرية، وستجبرهم على أن يكونوا صادقين قريبا في تقديم مبادرات حقيقية لإيقاف إطلاق النار رغم أنهم أدمنوا الكذب والخداع، فلم تذهب غز..ة إلى ٧ أكتوبر وطو.فان الأ..قصى وهي لا تعرف كيف تتعامل مع عدو حاربته لعشرات السنين، ويبدو أن حما..س ستكون أكثر احتياطا، ولن يُحرّر الأمريكان والصهاينة بعد الآن حتى قطعة قماش لا تريد حما…س السماح لهم بأخذها حتى وإن اجتمع العالم بأسره.

وللعلم فإنه وأثناء تحرير الأسرى الإسر..ائليين، قُتل أربعة أسرى آخرين بينهم أمريكان برصاص جنود الاحتلا.ل والأمريكان المشاركين معهم، وبهذا تكون أمريكا قد ضحّت بمواطنيها من أجل الصها..ينة.

صدام_الحريبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى